دعوات مضيئة يوم الجمعة المباركة: تجليات الرحمة الإلهية

يُعدّ يوم الجمعة زهرة نقية بين أيام الأسبوع بالنسبة للمسلمين لما يحمله من بركات عظيمة ومعاني روحية عميقة. وقد خصص الله تعالى هذا اليوم بالبركات والنفح

يُعدّ يوم الجمعة زهرة نقية بين أيام الأسبوع بالنسبة للمسلمين لما يحمله من بركات عظيمة ومعاني روحية عميقة. وقد خصص الله تعالى هذا اليوم بالبركات والنفحات الربانية التي يغمر بها عباده المؤمنين. لذلك فإن الدعاء فيه له خصوصيته وفضيلته، وهو باب مفتوح أمام العبد للتقرّب إلى ربه والتوسل إليه بكل ما في النفس من آمال وأماني وأدعية صادقة من القلب.

فيما يأتي بعض الأدعية الجميلة المستخرجة من النصوص الشرعية لتكون نوراً يهتدى به وتذكاراً روحانياً جميلاً للأيام القادمة:

  1. "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". هذه الجملة مستمدة من الحديث النبوي الشريف حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته...» (رواه البخاري). إنها دعوة توضح الثقة والعلاقة الحميمة مع الخالق سبحانه وتعالى، طلب المغفرة وعظيم الأجر مقابل العمل الصالح.
  1. "اللهم اجعل لنا رزقا حلالا طيبا كثيرا مباركا فيه"، وهي تأخذ معناها الكبير من قوله عز وجل في القرآن الكريم {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال:2]، إذ يزيد العلم والإيمان القلب قوة وثباتاً نحو الغفران والحياة الطيبة الرزق فيها هنيئاً مباركاً.
  1. "اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا هدى للناس"، وهذه أيضاً تعكس نهج النبي محمد ﷺ ودعائه لنفسه وللمؤمنين بأن يكونوا قدوة حسنة ونموذج يحتذي به الآخرون في طريق الفلاح والسعادة الدينية والدنيوية. كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ» متفق عليه.
  1. "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، وهذا يدفع المرء للعمل بما أمر الله سبحانه وتعالى وبالتزام الطريق المستقيم للإنسان سعادة الدنيا والآخرة والخروج منها سالمًا من نار جهنم وفق قول الحق جل وعلى {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.

نختتم بهذا الادخار الأخير لإعطاء طعم خاص للنهار الإسلامي الأعظم: "سبحانَ ذي الملكِ والمَلَكوتِ وبحمده"، والتي تحتفل بمجد ملكوت ملك الملوك المتفرد بفوزه وخيره لكل عباده المهتدين. ومن خلال تكرار مثل تلك التعبيرات الروحانية المقدسة يمكن رفع درجات التقوى ويصبح الإنسان أكثر قرباً من نفحه الرحمن اليومي الواسع وكريم عطاياه الجزيلة لصالح المكرمين.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات