يتكون القرآن الكريم، كتاب المسلمين المقدس، من 114 سورة وفق الاتفاق العام بين علماء الدين الإسلامي. يُعتبر ترتيب هذه السور ثابتاً منذ عصر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حيث تم جمعها وتدوينها في مصحف عثماني واحد للحفاظ على وحدة النص ونقله بحذافيره.
تضمّن القرآن الكريم مواضيع مختلفة ومتنوعة تناولت حياة المؤمن والفرد والمجتمع والدين والدولة والأخلاق والقضايا التاريخية وغيرها الكثير. ويعدُّ ترتيب سور القرآن الكريم ليس عشوائياً بل له دلالات عميقة ومعانٍ مترابطة. تبدأ السور بـالفاتحة ثم تختتم بسوره الناس.
ومن حيث المكان الذي نزل فيه الوحي، تشير الدراسات إلى تقسيم سور القرآن إلى قسمين رئيسيين: المدنيّة والمكيّة. أما بالنسبة للأعداد التفصيليّة لهذه التصنيفات فقد اختلف العلماء قليلاً بسبب اختلاف طرق الحساب والإسناد للسورة الواحدة ضمنهما. وبشكل عام، يوجد حوالي عشرين سورة مدنياً، اثنتي عشرة سورة قيل إنها كذلك لكن بدون اتفاق كامل، بينما بلغ مجموع السور المكيّة نحو ثمانية وعشرين سورة وفق الراجح عند معظم الفقهاء.
بالإضافة لذلك، اتصف التعامل الإسلامي القديم بمراعاة دقيقة لحجم وشكل الكتاب العزيز حيث قاموا بإحصائه حسابياً بدءاً من تعداد صفحاته مروراً بثلاثين جزءًا وخمسة وعشرين حزبًا وانتهاءً برصد رقم كل صفحة وآياتها والكلمات والحروف والكلمات ذات التشابه والصلاة عليها بكيفية خاصة وغيرها العديد مما يعكس تقديس المسلمين الشديد لكلام رب العالمين عز وجل. فعلى سبيل المثال، جاء عدد آياته حسب طبعة مصر الرسمية سنة ١٣٤٢هجرية بستة آلاف ومائتين وست وستين آية وسط خلاف سابق حول زيادات محتملة تختلف باختلاف طريقة نقل الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وطرق الرواية المختلفة عنه والتي أصبحت معروفة بالقراءات القرآنية المتعددة التي لم تؤثر مطلقاً على جوهر رسالة الوحي المحمدي المنزّل عبر ملك الموكل بالتبيان جبريل – عليه وعلى نبينا محمد وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام والتسليم-.