بدأت الخلافة الإسلامية الأولى بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عام 632 ميلادي، عندما اجتمع الصحابة الكرام في سقيفة بني ساعدة لتحديد خليفتهم. وقد اتفقوا بالإجماع على اختيار سيدنا أبي بكر الصديق كأول خلفاء المسلمين بعد رسول الله الكريم. هذه الخطوة الهامة جاءت نتيجة لسمعة أبي بكر القوية بين المؤمنين ولقدراته السياسية والدينية التي أثبتها خلال فترة حياته مع الرسول.
كان لأبي بكر دور بارز في الدعوة إلى الإسلام ومرافقة النبي أثناء الهجرة إلى المدينة المنورة. كما كان له تأثير كبير في تنظيم الأمور المالية للدولة الفتية الجديدة بعد الفتح الإسلامي الكبير، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الغنائم والجزية وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، لعب دوراً محورياً في توثيق القرآن الكريم وتنظيم شؤونه الداخلية والخارجية.
خلال حكمه القصير نسبيًا والذي استمر لمدة سنتين تقريبًا، واجه أبي بكر العديد من التحديات العسكرية والأمنية. لكن بإدارته الحازمة والحكمة الفائقة وبمساعدة صحابته الأبرار، تمكن من تحقيق نجاحات عسكرية كبيرة وأنهى الردة التي اندلعت في بعض المناطق عقب وفاته صلى الله عليه وسلم مباشرة.
بهذا النجاح والقيادة الاستثنائية، وضع أبو بكر أسس نظام الحكم الراشد واتبع نهجه عمر بن الخطاب وبعد ذلك خلفاؤه الآخرون. لقد كانت مرحلة مهمة للغاية في التاريخ الإسلامي والتي شهدت توسع الدين ونشر رسالة السلام حول العالم القديم بسرعة غير مسبوقة آنذاك.