في إطار تعاليم الدين الإسلامي السمحة، يُعتبر فهم ومعرفة الكبائر أمرًا ضروريًا لكل مسلم يرغب في اجتناب معصية الله عز وجل وإرضائه. تُعرّف "الكبائر" في الشرع الإسلامي بأنها الأفعال والقِوالِ التي ترتبط بعددٍ محددٍ من عقوبات الوعد بها في الكتاب والسنة النبوية المطهرة. وعلى الرغم من أهميتها القصوى، فإن باب التوبة مفتوح أمام الجميع مهما كانت الخطيئة جسيمة.
تشمل قائمة الكبائر العديد من الأعمال والأقوال المنكرة والتي تتضمن زنا المحصنات، وشرب الخمر، وأكل الربا، والسرقة، والسحر، وعقوق الوالدين، والتخذيل يوم الزحف -أي الهروب أثناء الحرب-. وكل واحدة من تلك الذنوب تحمل ضمنها تهديداً لعقاب شديد حسب شرع الله جل وعلا. ومع ذلك، فقد أكدت النصوص الدينية على قدرة الله واسعة المغفرة إذا تاب المرء إليه توبة صادقة ونصحى.
ومن الروايات التاريخية الشهيرة قصة الصحابي الجليل ماعز بن مالك والذي اشتهر بسوء صحبته وفعلاته غير المستحبة حتى وقع فيما حرم الله وهو الزنا وقت كان محصناً. فعندما عرف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالأمر أجرى عليه الحكم الشرعي للعزل بالنفي خارج المدينة لفترة ثم عاد ليقيم عليه الحد المناسب حالئذاً وهو رجمه بالحجارة حتى الموت بناء لما جاء بالسنة النبوية المطهرة حول حكم المرتكب لهذه الجناية المصنفة تحت خانة الكبيرة.
وفي المقابل، هناك بعض التصرفات الأخرى المشابهة للكبائر لكن بدون تحديد عقوبة خاصة لها كالربا ومعاملة الآباء باحتقار وعدوان. وفي هاتين الحالتين تحديدا يستطيع الشخص تغيير مساره نحو الطريق الحق بإظهار الندم والخجل امام خالق الأرض والسماء مما يؤدي بدوره لغفران الذنب طالما لم يصل الأمر لمستويات أعلى خطورة كتلك لأصحاب الحدود الخاصة.
ختاما، يعد معرفتنا لكيفية تصنيف ذنوبنا وفق مستوياتها المختلفة جزء أساسي لفهم ديننا والتزام وثقى بتعاليمه السامية سعياً للحصول رضى رب العالمين ودخول جناته.