الصفات التي تمتلكها البشر، وهي مصدر اختلافنا وفرادتنا بين مخلوقات الله، تعد المحرك الرئيسي للتطور والتغيير عبر تاريخ البشرية. في قلب تلك الصفات، توجد شاشتان جوهريتان هما "الصدق" و"الثبات". وهذه الشاشتان ليست فقط مكونات أساسية لإنسانيتنا بل أيضا أدوات مهمة لنمونا الروحي والشخصي والاستقرار المجتمعي.
الصدق: هو أكثر من مجرد إخبار الآخرين بالحقيقة. إنها تتضمن الولادة بالأخلاق الحميدة والموثوق بها. الصدق يأتي أيضا في شكل التصديق الكامل لأفعالنا بما نعلن عنه من أقوال. إنه يعبر عن اتساق الداخلية والخارجية - إبراز ما يجول بخاطر المرء بدلا من إخفاء نواياه لغرض خاص. إن الصدق مع النفس يعد جزءا محوريا من هذا؛ فهو يساعد المرء على فهم ذاته وتحسينها والإصلاح منها عند الخطأ. بدون صدق الذات، سنكون بلا هدف بلا القدرة على الانتقاد الإيجابي لنرتقي بأنفسنا.
الثبات: هو ثباتٌ غير قابل للمقارنة بثباتٍ أي شيء آخر! وهذا يشمل الوقوف أمام المعتقدات والقضايا حتى في أصعب الظروف. هذا يحتاج لقوة شخصية عميقة وروحية عظمى وشجاعة لتخطي ظلمة الوضع الحالي نحو عالم أفضل مليئ بالحرية والعزة. ومع ذلك، يتطلب الأمر تقديرا دقيقا لأن بعض المواقف قد تبدو ثابتة ولكنها خاطئة تماما. إذا كنت ملتزما بهدف سيئ، ستصبح الثبات مكابرية مدمرة ذات نهاية محددة.
إن الرابط الخفي بين هذين العنصرين واضح للغاية رغم غياب رابط ظاهر مباشر بينهما. فالثابتة تأتي نتيجة الصدق الداخلي للأفراد - خصوصا حين يتم اتخاذ قرار بناءً على وجه نظر صادقة ومقتنعة حقا. لكن لمن خدعه عقله واستخدم معتقدات مضللة ليبدو متماسكا خارجيا، سيظهر مثل ريشة تطاير برياح الرأي والتغير المستمر فيها. لذلك، تعتبر حرية اختيار أفكارنا وقبولها بحكمة وثقة خطوات ضرورية قبل الانخراط بطاقة مطلقة تجاه قضايانا الأكثر سعيا إليها ونشاطاتها المنتظمة حولها.
وفي عالم اليوم المضطرب والمليء بالمآسي والصراعات الاجتماعية العالمية المتعددة الطبقات, أصبح طلب والحصول على الحقيقة أمر حيوي لكل فرد وكل مجتمع وكل دولة وكل شعب. ليس فقط معرفة الحقائق وإنما تطبيق الصدق مع الذات باتجاه تلك الحقائق واتباع نهج ثابت فيما نحصل عليه منها وبالتالي فرض النظام العالمي الأنسب لنا كمخلوقات بشرية تسعى للسعادة والحياة الطيبة المنشودتان دينانيا وأنثروبولوجيَا خالصتا الأصل والمعنى الجمعيين الواحديين المؤكدتين أثرهما برغم تعدد ألوان الشعوب ودوائر تخاصُمها المصنوعة كذلك تحولات عصرنا الحديث المفاجآت وغير المرتبة طبقا لما وضعَه الله سبحانه وتعالى في عباده من قوانين وسنن ثابتة منذ الأزل ولازال قائماً بها دوام الدهر بإذن رب الأرض والسماوات وهو حسب علمنا الوحيد الخالق المدبر لعباده بهذا الكون رحمة منه رحمانيا يوم القيامة إذ لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم الرحيم العزيز الحكيم جل وعلى وعظم قدره ووحدانيته.. آمين يا رب العالمين يا أكرم الأكرمين يا ذا الجلال والإكرام..