اتجاه الصفا بالنسبة للكعبة: موقعه ووقته ضمن شعائر الحج والعمرة

يُعتبر مبدأ معرفة اتجاه جبل الصفا تجاه الكعبة جزءاً أساسياً من فهم الطقوس الإسلامية الخاصة بالحج والعمرة. يُعدّ الصفا أحد الجبلين الموجودَين جنوبَ الم

يُعتبر مبدأ معرفة اتجاه جبل الصفا تجاه الكعبة جزءاً أساسياً من فهم الطقوس الإسلامية الخاصة بالحج والعمرة. يُعدّ الصفا أحد الجبلين الموجودَين جنوبَ المسجد الحرام وبينهما وبين بيت الله الحرام مسافة تقارب كيلومتر واحد فقط. هذا الموقع له أهميته الدينية البالغة إذ أنه يشكل نقطة بداية لركوب السبعة التي تعتبر ركيزة أساسية للحج والعمرة وفق ما جاء في القرآن الكريم وفي حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

يتبع الحجاج والمعتمرون طريق درب معروف نحو الصفا عند القيام بركبة السبعة أثناء أدائهما لطواف القدوم أو طواف الإفاضة حسب نوع الشعيرة المقدمة. تبدأ هذه الرُّكبِّة عادةً بإلقاء نظرة خاطفة باتجاه الكعبة قبل البدء بالتسابق ذهاباً وإياباً بين جبلي الصفا والمروة سبعة مرات متتالية. وكعادتهم خلال كل شوط، يستعرض الحجاج المشهد الرائع للهيكل الشريف ويتجهون نحوه بكامل تركيزهم واستعدادهم للتضرع والتوجه إليه طلبا للمغفرة والرحمة.

بالإضافة إلى الأهمية الروحية المرتبطة بموقعيهما النسبيين، فإن التاريخ يعكس أيضًا دور هذين المكانين الفريدين كشاهدتين مهمتين لتاريخ بني البشر منذ القدم؛ فوفق النصوص الواردة في سورة البقرة الآيات: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا"، فقد ورد ذكر الصفا والمروة باعتبارهما أماكن عبادة قديمة حتى قبل نزول الوحي الإسلامي. ومن ثم يعدّان رمزاً خالدًا لعلاقة الإنسان العميقة مع الخالق عبر الزمن والأزمان المختلفة.

وفي الختام، يبقى اتجاه الصفا مقارنة بالكعبة شاهداً حيّا على عمق العقيدة الإسلامية وعلى ارتباط القلب الإنساني بشعائر الدين وصلة بالإله الواحد القهار الذي هو "رب العالمين".


الفقيه أبو محمد

17997 בלוג פוסטים

הערות