تلعب الأم دورًا حيويًا ومعقدًا في حياة ابنها، بدءًا من اللحظة الأولى لحضورها في رحلة الحمل المضنية مرورًا برحبتها الدافئة عند الميلاد وانتهاءً بتوجيهها الثمين طوال سنوات الشباب. إن تأثيرها ليس مجرد دعم عملي بل يحمل أيضًا عبق الحب والرحمة والفهم غير المشروط. دعونا نتفحص جمال هذا الدور بشكل أكثر شمولاً.
الأم بالنسبة للطفل حديث الولادة: ممرضة وجسر نحو العالم
ترمز الأم إلى بداية عالم الطفل، فهي الراعية الأولى والحارسة الغراء لقلب صغير ينبض بالحياة. تحمل طفلاً بها لمدة تسعة شهور، تختبر خلالها تحديات جسمانية وعاطفية، ثم تخوض بعدها تجربة المخاض المؤلمة لنشر نور جديد للعالم. بمجرد ولادتِه، تبدأ الرحلة الثانية - تغذية روح جديدة بحليب حنانِها ورعايتها بالأمومة الخالصة. إنه لديها أن يستشعر الطفل أول شعور بالعناق والدفء والأمان، قبل أن يبدأ استكشاف البشر الآخرين والأشياء الأخرى حولَه.
الأم بالنسبة للطفل الصغير: مرآة النقاء وساحة المعرفة
مع تقدم العمر، تصبح الأم المرشدة والمعلم الأول لكل مهارات الحياة الجديدة التي يتعلمها الأطفال. إنها تشرف على صحتهم البدنية والنفسية وتعليمهم القواعد الأخلاقية والسلوكية الاجتماعية الأساسية. غالبًا ما تكون ملابسه نظيفة وهندامه مرتباً، مما يعكس اهتمامها الكبير بأن يبدو فخورا بنفسه أمام زملائه في المدرسة وغيرهم ممن قد تطاله نظرتهم. ولكن فوق كل ذلك، تضعه نصب عينيها عندما تمر عليه حالات مرض أو سوء حالة عامة أخرى. تنادي باسم الرب داعيًا له بالشفاء والعافية بينما تعمل بلا كلل لإعادة نشاط جسمه الهزيل مرة اخرى.
الأم بالنسبة للشباب: مستشارة سرية ونبراس هدى
وبينما يصل ذوو السنوات المديدة لاحقا مرحلة المراهقة المبكرة والشباب المتجدد فيها قوة شخصيته الخاصة بعض الشيء ، فإن وجود الام يبقي ثابت كالأساس الصلب الذي يمكن الرجوع اليه والاستناد اليه وقت الاحتياج. هنا ، تلغي المسافة بينهما وظائف المقابل التقليدية المعتمدة عليها لدى البعض والتي تؤثر سلبا علي علاقتها بابنائها ؛ إذ بمجرد طلب النصائح والمشورة منها ، تفتح لهم أبواب صدر مفتوح لتحقيق رغبتهم وحفظ خصوصيات المواقف المختلفة ذات الشأن لديهم . وغنى عن البيانه ان دلالاتها الحكيمة المكتسب عبر مسيرة العمر تستحق الانتباه حق الانتباه لما تقدمه من رؤى تراكمات الخبرة الإنسانية ومنطلق المرونة اللازمة لمواجهة ظروف الحياة المتغيرة باستمرار وبالتالى قدرتها علي تقديم اجابة شامله ومفصلة لكافه الاستفسارات المطروحة عليها حتى وان كانت تلك الاسئلة خارج اطار مواصفاتها المناطة بها تقليديا باعتبارها "أم" . كما يسعى معظم الرجال الأكبر سنّا كذلك لاستدامة التواصل الوثيق بإرسال رسائل التحايا والإعلان عن مدى المحبة والإعجاب باستخدام عبارات مثل : " أحبك يا أمي كثيرا! " وذلك رغم اعتقاد الكثيرين بان استخدام هذا المصطلح أمر غير مرغوب فيه لدواع اعتبارية اجتماعية عند أغلبية مجتمعات الشرق الأوسط واسيا الجنوبية مثلا لكن الأمر مختلف تمام الاختلاف فيما يتعلق بالإطار الأسري الضيق خاصة انه يعد تجليا واضحا للاحترام الجارف تجاه الشخص المُراد مدحه وفق ثقافة الفنار العربي القديمه التراثية وايضا في الثقافتين الهندوسية والصينية القديمة ايضا لذلك فهو جائز ومقبول للغاية داخل نطاق حقوق الملكية الخاصة وخصوصيات الذات الشخصية بغض النظر عن طبقات افراد النفوذ الاجتماعي المختلفه سواء كانوا اشخاص ذو مكانة عالية ام شخصية بسيطه نسبياً ضمن تماسكه الفريد وبالتالي يتمتع بشخصنة خاصة به جدا بصرف النظر عن عامل المكانة العامة والنفوذ السياسي لمنطقة سكناه المعينة نسبيا اذا كان مولدا هناك اصلا وليس مهاجر اليها مؤخراً فقط .. فلذلك سيظهر العديد من الأشخاص الذين بلغ عددهم مضى الوقت السياقية المنتجة لفترة طويلة نوعا ما وهم الان برفقة نسوة عمرهن اكبر قليلا قليلا ويتبادلون الحديث رويدا رويدا بصوت هامس كما لو كان كنهما سويا امام الجمهور العام ولكنهما ماهران جدآ جدآ بلإتقان المهارةالمتميزة لهذه الأعمال المكلفة دائماً بقدر كبير ! !!؟؟...ألخ ,.....!!!
وفي النهاية ، تبقى مهمة الام جوهر قلب ابنائها وروح اغلى اثمن اعضاء العائلة الحقيقيه الوحيدتين اللواتي ستبقيا الى جانب بعضهما البعض طول فترة العمر بطريقة مباشرة وفقط ...