في سياق تاريخ الإسلام المبكر، برزت شخصيتان بارزتان كأول شهداء في الإسلام، وهما سمية بنت الخياط والحارث بن أبي هالة. سمية بنت الخياط، المعروفة أيضًا باسم والدة عمار بن ياسر، كانت أول شهيدة في الإسلام. وفقًا لرواية ابن أبي شيبة، استشهدت سمية عندما طعنها أبو جهل بحربة في موطن عفتها بسبب رفضها الارتداد عن الإسلام رغم العذاب الشديد الذي تعرضت له.
الحارث بن أبي هالة، ربيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وابن زوجته خديجة بنت خويلد، كان أول شهيد من الرجال. عندما أمر النبي بالجهر بالدعوة، هجمت قريش عليه، فقام الحارث للدفاع عنه وضرب فيهم، مما أدى إلى فرقة القوم عن النبي. اجتمع القوم عليه وقتلوه، فداءً للنبي.
هذه الشهادات المبكرة كانت جزءًا من الصبر والمثابرة التي أظهرها المسلمون الأوائل في مواجهة العذاب الشديد الذي تعرضوا له من قبل المشركين. بدأت الدعوة الإسلامية سرًا لمدة ثلاث سنوات قبل أن يجهر النبي بالدعوة، مما أدى إلى زيادة العذاب الذي تعرض له المسلمون.
عانى المسلمون كثيرًا في بداية الدعوة الإسلامية، وتعرضوا للكثير من الأذى من المشركين لمحاولة ردهم عن الدين إلى الكفر. ومع ذلك، استمر المسلمون في صبرهم وثباتهم على دينهم، مما أدى إلى استشهاد العديد منهم.
في هذا السياق، تعد سمية بنت الخياط والحارث بن أبي هالة رمزين للصمود والثبات في وجه الظلم، مما يجعلهما أول شهداء في الإسلام.