رحيل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان: نظرة تاريخية حول ظروف وفاته وأثره السياسي

عبد الملك بن مروان, أحد أشهر الحكام الأمويين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الإسلام والعرب, توفي بعد فترة طويلة مليئة بالمصاعب والإنجازات. ولد عبد ال

عبد الملك بن مروان, أحد أشهر الحكام الأمويين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الإسلام والعرب, توفي بعد فترة طويلة مليئة بالمصاعب والإنجازات. ولد عبد الملك حوالي عام 646 ميلادي وهو الابن الثالث للمعتصم بن مروان, والذي تولى الحكم فيما بعد باسم "معاوية الثاني". لكن حياته لم تكن هانئة بكل المقاييس؛ فقد شهد الفتنة الأولى والثانية كطفل صغير, مما شكل جزءاً أساسياً من شخصيته القيادية لاحقاً.

تأتي نهاية حياة عبد الملك عبر قصة تتداخل فيها العوامل الصحية مع الظروف السياسية. خلال سنوات حكمه التي امتدت لعشرين سنة تقريبًا -من 65–86هـ/ 661-705م-, تعرض للإعياء بشكل متكرر بسبب مشاكل صحية مختلفة. ويُذكر أنه أصيب بمرض شديد أدى إلى فقده البصر مؤقتاً قبل موته مباشرةً. رغم هذه المصائب, ظل قائداً حازماً ومؤثراً حتى آخر أيام عمره.

وفاة الخليفة كانت نتيجة طبيعية لهذه المعاناة الطويلة من المرض. توفى يوم الاثنين الموافق للعشرين من ذي القعدة لعام ثمانٍ وتسعين للهجرة النبوية الشريفة (20 ذو القعدة 99 هـ), وذلك أثناء وجوده بمكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وقد خلف خلفائه عهد الأمير الوليد بن عبد الملك ابنيه الأكبر سناً عليهما.

كان لإتقانه للسياسة الخارجية دور كبير أيضاً في تعزيز قوة الدولة الأموية وانتشارها جغرافياً وسياسياً. فقدوسّع رقعة الإمبراطورية لتشمل معظم مناطق العالم الإسلامي آنذاك، بما في ذلك مصر والشام والمغرب والأندلس وإيران وغيرها الكثير. كما كان له فضل إعادة بناء المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وبناء مسجد قباء أيضًا. بالإضافة لذلك، قام بتحسين نظام الحكم والدبلوماسية لدى الدولة الإسلامية آنذاك.

إن وفاة عبد الملك بن مروان لم تشكل فقط خسارة شخصية للدولة ولكنه مثّل نقطة تحول مهمة dalam التاريخ العربي الإسلامي لما حققه من إنجازات كبيرة وما خلّفه من آثار سياسية ودينية مستمرة حتى اليوم.


الفقيه أبو محمد

17997 blog posts

Reacties