كان الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز رابع خلفاء بني أمية, فترة حكمه القصيرة التي امتدت بين عامي 717 و720 ميلادي تركت بصمة واضحة في تاريخ الإسلام بسبب عدله ووفائه بتعاليم الدين. ولد عام 61 هجري/681 ميلادي لعائلة ذات مكانة مرموقة حيث كان أبوه عبد العزيز بن مروان واليًا للعراق خلال عهد معاوية بن أبي سفيان. تربى عمر في بيئة تعزز القيم الإسلامية وتعلم القرآن الكريم منذ الصغر مما أكسبه معرفة عميقة بالدين وفقهائه.
بعد وفاة أخيه الوليد الثاني, تولى الحكم بشكل مفاجئ ولم يكن مستعداً له ولكنه لم يخذل الأمة أبداً بل عمل بكل ما لديه لتنفيذ الشريعة الاسلامية بحذافيرها. أول قرار اتخذه بعد تسلمه السلطة هو إلغاء ضرائب الجور والأخطاء المالية المتراكمات ضد الشعب والتي كانت إحدى مظاهر الظلم الحاكمة آنذاك. بالإضافة لذلك قام بإعادة تنظيم الدولة وإصلاح الإدارة الحكومية بما يتماشى مع الأحكام الشرعية.
كما عرف عنه تبني سياسة حازمة للقضاء على الفساد, فأصدر أمرًا يقضي بسجن كل مسؤول ينتهك القانون بغض النظر عن موقعه السياسي أو الاجتماعي. كما أنه حرص دائمًا على مشاركة الفقهاء ومجالس الفتوى قبل اتخاذ القرارت المصيرية للحفاظ على شرعية وصوابيتها الدينية.
إلى جانب الاهتمام الداخلي للدولة, اهتم أيضًا بالأعمال الخيرية والإنسانية لمساعدة الفقراء والمحتاجين داخل حدود دولته وخارجها. حتى أنه خصص جزء كبير من خزانة بيت المال للمصاريف الاجتماعية والعون الإنساني للأقليات والدول المحيطة بدولته.
وفي نهاية حياته القصيرة لكن المفعمة بالإنجازات, توفي وعمره 43 سنة فقط تاركا إرثا عظيما يستحق الثناء والتقدير لكل المسلمين حول العالم لما قدّمه لأمتهم دينياً واجتماعياً.. رحمه الله!