تعد سورة العنكبوت واحدة من سور القرآن الكريم التي تحمل بين طياتها رسائل دينية وفلسفية عميقة. وهي تُعتبر السورة العشرون ضمن الترتيب المصحفي للقرآن الكريم. اسم "العنكبوت" جاء بسبب الآية الأولى من هذه السورة والتي تشير إلى شبكة العنكبوت كمجاز لضعف وضعيفة الأمور الباطلة.
هذه السورة تتكون من مائة وخمسين آية وترتيب نزولها هو الخامس والعشرين حسب ترتيب النزول الزمني. تبدأ بالآيتين 1-2 اللتان حذرتا المؤمنين من مغبة الشرك والكفر، مشبهات حال الكافر كحال غروب النهار أمام قوم لا يرون شيئاً عندما يحل الليل عليهم. ثم توضح بعد ذلك أهمية الإيمان الحقيقي وعدم الانخداع بالأوهام الفاسدة مثل تلك التي يقوم بها اليهود والنصارى الذين زعموا بأن لديهم معجزات سماوية لكن الحقائق أثبتت عكس ذلك تماماً.
كما تقدم لنا سورة العنكبوت نموذجاً للمؤمن الصابر والمتمسك بدينه حتى وإن واجه تحديات وصعوبات كبيرة. كما أنها تؤكد على قوة الله سبحانه وتعالى وعظمته وكيف أنه قادرٌ على خلق الحياة والموت والحساب يوم القيامة. بالإضافة لذلك، تحثّ السورة على تقوى الله ونشره للحكمة والأخلاق الحميدة بين الناس.
وفي الجانب النفسي والإنساني، نجد فيها العديد من الأدعية والتوجيهات حول كيفية التعامل مع الأحزان والابتلاءات ومواجهة الظلم والصبر عليه والثقة بالله عز وجل أثناء المحن. وفي النهاية، تختتم بسورة عظيمة هي "سبح اسم ربك الأعلى"، مما يعطي شعورا بالإنجاز الروحي والمعنوي للقارئ.
وبالتالي، فإن دراسة سورة العنكبوت يمكن أن تكون رحلة ثرية للمعارف الدينية والفكرية والشعور بالقوة الروحية الداخليّة لدى المسلمين.