الحق الواجب لكل مسلم تجاه الآخر وفق الشريعة الإسلامية يشكل أحد أهم الأعمدة التي بنى عليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم. يُعتبر هذا الحق أساسًا ضروريًا للحفاظ على الوحدة والترابط بين أفراد المجتمع المسلم. جاء التأكيد على هذا في العديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
الحقوق المرتبطة بالمسلمين حسب القرآن الكريم:
- الإصلاح بين المسلمين: تنصح الآية الكريمة في سورة الحجرات:"إنما المؤمنون إخوة"، بأن يعمل المسلمون على تحقيق المصالحة فيما بينهم، وأن يسعوا نحو الخير والصلاح لتحظى بهم رحمة الله ومغفرته.
- العون المتبادل: كما تشجع الآية الأخرى في نفس السورة المسلمين على تقديم العون فيما يتعلق بالبر والإيمان، وعلى تجنب الوقوع في الفتن والمعاصي.
الحقوق المستخلصة من السنة النبوية:
- الخمسة حقوق أساسية: استنادًا إلى حديث شريف، فإن من واجبات المرء نحو غيره خمس حقوق: رد التحية، زيارة المريض، حضور مراسم الدفن، قبول الدعوات الاجتماعية، والبشر بالعافية لمن يعطس.
- السلوك المهذب: بينما يؤكد حديث آخرعلى مجموعة شاملة من الأعمال الطيبة المنصوص عليها كجزءٍ مما يستحقه المسلم تجاه نظيره: تقبيل اليد فور اللقاء، الاستجابة لدعوات الضيافة، تقديم المشورة والنصح عندما يتم طلبها، والثناء والدعم الروحي حين يعبر الشخص برضا عن هدوء نفسه بعد التعرض للبرد اللاذع ("الشمت").
بالإضافة لما سبق ذكره, تتضمن هذه العلاقات الإنسانية أيضًا المواكب للجنائز كتعبير عن الاحترام والعرفان بالميت وأولياءه الأحياء.
وفي نهاية المطاف, فهي ليست فقط أمور شكلية بل تمثل روح الأخوة الحقيقية المبنية على التفاهم والتسامح والعطاء المتواصل وهو جوهر الدين الإسلامي.