تُعتبر الراية التي رفعها النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال غزواته أحد أهم الرموز الإسلامية، والتي تحمل دلالات عميقة تعكس مبادئ الإسلام وأهداف الدعوة النبوية. تُعرف هذه الراية باسم "علم المصطفى"، وهي تمثل قيم العدالة، الحرية، والتسامح التي جاء بها الدين الإسلامي. كان لتصميم هذا العلم دور كبير في توحيد المسلمين وزيادة روح الانتماء تجاه دينهم ومعبودهم الواحد.
كان تصميم علم المصطفى بسيطاً ولكنه مؤثراً للغاية. يتكون من قطعة بيضاء اللون، يُطلق عليها "الرُّهاب"، وكانت مصنوعة عادةً من القطن أو الصوف. كانت هذه الرُّهاب تُشكل شكل مستطيل يوضع في وسطها أشكال مختلفة حسب الغرض منها. ففي بعض الأحيان، كانت تحتوي على عبارات قرآنية قصيرة مثل آيات "لا إله إلا الله" أو "محمد رسول الله". وفي حالات أخرى، قد تحمل صورة هلال وشمس للإشارة إلى شهر رمضان المبارك عندما توقفت المعارك معمولاً.
عمل تصميم الراية النبوية كرمز موحد للجيش العسكري للمسلمين تحت قيادة الرسول الكريم، مما ساهم بشكل فعال في بناء جبهة مشتركة ضد خصوم الدولة الوليدة. كما أنها خدمت أيضاً كمصدر إلهام للنبي نفسه وجيوشه أثناء الحملات الحربية، حيث تجسدت فيها معاني الثبات والصمود والعزم على تحقيق الحق والدفاع عنه بكل شجاعة وتضحية.
بالإضافة إلى الدور السياسي والعسكري للراية النبوية، فإن لها أيضًا بعد روحي لدى المسلمين اليوم. فهي تذكرنا بتعاليم الإسلام السامية وبالتضحيات الجسام التي قدمها الصحابة رضوان الله عليهم جميعا لنشر رسالة السلام والعدل التي بشر بها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ومن هنا يأتي اهتمام العديد من الدول الإسلامية بإعادة إنتاج نسخ طبق الأصل لهذه الراية التاريخية وتعليقها كدليل عز وفخر بوحدة الصف وانتصار المبدأ الإنساني النبيل للدين الخاتم.