تتميز العمارة الإسلامية بتقاليد فنية غنية ومتنوعة تمتد عبر مناطق جغرافية واسعة وفترات تاريخية طويلة. هذه الشهادة الباقية للجمال الإسلامي تتضمن العديد من العناصر الفريدة والتي تُظهر مدى التفاني والتقدير للهندسة المعمارية بين المجتمعات الإسلامية عبر القرون.
أحد أهم تلك العناصر هو استخدام الأشكال الهندسية المركبة والمعقدة مثل النجوم الثمانية والأربعة عشر والخمسة عشر زاوية، بالإضافة إلى الدوائر والمربعات التي يتم دمجها بشكل متناسق لتكوين تصميمات مدهشة. هذا النوع من الهندسة يعكس الاهتمام الكبير بالعلم والفلسفة لدى المسلمين القدماء.
ثم هناك التركيز الواضح على الزخرفة النباتية. التصميمات الجذابة للأزهار والنباتات هي جزء أساسي من العمارة الإسلامية. هذه الزخارف تعبر عن جمال الطبيعة وتساهم أيضاً في خلق جو هادئ ومريح داخل المساحات الداخلية للمباني.
أما بالنسبة للعبارات الكتابية، فهي ليست فقط لأهداف عملية بل أيضا لها دور جمالي كبير. القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدر الرئيسي لهذا الجانب من العمارة الإسلامية. كتابة الآيات الكريمة بشكل بارز وأنيق يضيف عمقا روحيًا ويؤكد على مكانة الدين في الثقافة الإسلامية.
وفيما يتعلق بالألوان، فإن النظام الملون المستخدم في العمارة الإسلامية عادة ما يكون خفيفاً ونابضاً بالحياة ولكن ليس ساطعاً جداً. الأحمر، الأخضر، الأزرق والأصفر هم الأكثر شيوعا واستخداما، وذلك لإعطاء شعور بالتوازن والاستقرار.
وبشكل عام، يمكن القول إن العمارة الإسلامية ليست مجرد بناء ولكنها فن راقي يجسد الروحانية والإبداع الإنساني والعلم والمعرفة التي شكلت تاريخ العالم الإسلامي الغني.