الحمد لله الذي شرع لنا هذه العبادة العظيمة، صلاة الوتر. وقت صلاة الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كما ورد في حديث أبي نضرة العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما: "الوتر قبل الصبح" (رواه مسلم). وهذا الوقت المختار للوتر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" (رواه البخاري ومسلم).
الأفضل في صلاة الوتر هو تأخيرها إلى آخر الليل، كما ورد في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة" (رواه مسلم). ولكن إذا خاف المسلم أن لا يستيقظ في آخر الليل، فالأفضل أن يوتر أول الليل.
أقل الوتر ركعة واحدة، كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها: "الوتر ركعة من آخر الليل" (رواه مسلم). ولكن يمكن أن يوتر بثلاث أو خمس أو سبع أو تسع ركعات، متصلة أو منفصلة. إذا أوتر بثلاث، فله صفتان مشروعتان: الأولى أن يسرد الثلاث بتشهد واحد، والثانية أن يسلم من ركعتين ثم يوتر بواحدة. أما إذا أوتر بخمس أو بسبع، فينبغي أن تكون متصلة، ولا يتشهد إلا تشهداً واحداً في آخرها ويسلم.
في الختام، ينبغي على المسلم المحافظة على صلاة الوتر وعدم تركها، لما لها من فضل عظيم وثواب جزيل.