يُعتبر قصة حياة النبي يوسف عليه السلام واحدة من أكثر القصص شهرةً ومؤثرةً في القرآن الكريم والسيرة النبوية. هذه القصة تحمل العديد من العبر والمواعظ وتعكس قدرة الله عز وجل وحكمته في كل الأحداث التي مر بها النبي يوسف طوال رحلته نحو تحقيق رسالته. أحد الجوانب المثيرة للفضول حول شخصية سيدنا يوسف هو عدد إخوته الذين ظهروا في الكتاب المقدس والتراث الإسلامي.

وفقاً للنص القرآني في سورة يوسف الآيات 89 و91، يذكر الله سبحانه وتعالى تعداد أبناء يعقوب عليهم السلام والذي يشمل "آخر عشرتهم". هذا يعني أن هناك اثنتا عشرة ولداً ليعقوب منهم، مما يشير إلى احتمالية وجود اثنى عشر أخاً لسيدنا يوسف حسب التسلسل الزمني للأطفال. ومع ذلك، فإن بعض التفاصيل الأخرى تشير إلى احتمال زيادة هذا العدد قليلاً بناءً على روايات تاريخية ودينية مختلفة.

في كتب التاريخ الإسلامية والتوراتية، يتم تسجيل أسماء جميع أولاد يعقوب بشكل أكثر تفصيلاً. يُشار عادة إلى الابن الثاني قبل يوسف كربيع بن يعقوب وهو معروف أيضاً باسم شمعون (Simon) بحسب التقليد اليهودي المسيحي. بالإضافة لذلك، كانت هنالك ابنة واحدة تُسمى دينا بنت يعقوب والتي تعتبر جزءاً من العائلة لكنها ليست بالضرورة ضمن enumeration الإخوة بالنظر لدورها الجنسي المختلف كأنثى مقابل الأخوة الذكور.

ومن هنا يمكن الاستنتاج بأن الرقم الأكثر ترجيحاً لإخوان سيدنا يوسف قد يصل حتى ثلاثة عشر فرداً إذا تم تضمين ربيع وشقيقه الآخر شاؤول (Judah). ولكن ينبغي التأكيد أن تحديد العدد الدقيق للإخوة ليس أمراً محدداً بصورة قطعية وبالتالي فهو مجال للمناقشة بين الباحثين الأكاديميين المتخصصين بالأديان المقارنة والاستشراق العربي الحديث.

وفي خاتمة المطاف، تقدم قصة سيدنا يوسف درساً عميقاً حول الصبر والثبات أمام الشدائد وكيف يمكن لله أن يحولهما إلى فرص للتغيير والإصلاح كما حدث مع يوسف عندما أصبح ملك مصر لاحقاً بعد تلك المحن المؤلمة التي واجهها أثناء فترة شبابه المبكرة. إن تعاليم هذا الصحابي المجاهد توفر لنا دعماً روحانيا قيّماً حتى يومنا الحالي وتستلهم منها الإنسانية عبر الثقافات المختلفة عبر العالم.