الإرشادات الواضحة لتحديد الحق والباطل: دليل عملي

في رحلة البحث عن الحقيقة، غالبًا ما يجد الناس أنفسهم متشابكين في شبكة من الأفكار والأعمال التي يصعب تمييز صدقها من زيفها. ولكن، عندما نقوم بتفحص هذه ا

في رحلة البحث عن الحقيقة، غالبًا ما يجد الناس أنفسهم متشابكين في شبكة من الأفكار والأعمال التي يصعب تمييز صدقها من زيفها. ولكن، عندما نقوم بتفحص هذه المسائل بناءً على المعايير الدينية والإنسانية، يمكننا بوضوح تحديد الفارق بين الحق والباطل.

الحق، حسب تعاليم الإسلام، يتمثل فيما يأتي مباشرة من الله. كل ما جاء عبر رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق المطلق. هؤلاء الرسل لا ينطقون إلا بالحقيقة؛ فهم يتلقون التعاليم مباشرة من الله عبر الوحي. وعلى الجانب الآخر، تصدر أفعال وأقوال البشر تحت مراقبة دقيقة - بعضها قد يكون صحيحاً والآخر خاطئاً نظراً لطبيعة بشرية معرضة للأخطاء.

يمكن أيضاً التعرف على الحق بملاحظتنا لقوتِه وجلالِه. إنه كالضوء الذي يُظهر نفسه دون حاجة للتفسير أو التأويل. إنها الدعوات التي تتوافق مع المنطق والعقل السليم والتي تنال قبول الجميع تقريباً. أما الباطل فهو خافت الصوت وضعيف النفوذ، وهو ذو تأثير مؤقت وغامض على العواطف فقط وليس العقائد الراسخة.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد ارتباط وثيق بين الحق والخير، وبين الباطل والشّر. الأعمال المنافية للمروءة والحكمة تعتبر بطلاناً، بينما تشجع التصرفات ذات الطابع الأخلاقي الجميل الرغبة في تحقيق الخير العام. القلب الإنساني قادر تمام القدرة على التمييز بين هاتين الفكرتين بناءً على طبيعة ومضمرات الأفعال المقترَنة بها.

وفي النهاية، يعكس الثقة بالنفس قوة الحق وشدة ثقته بنفسه، مما يدفع صاحب الحق للإعلان عنه دفاعاً وإظهاراً له بلا خجل. لكن أولئك المرتبطين بالأكاذيب سرعان ما يلتمسون الظلال خشية رؤية الشمس الحقيقية لعواقب أفعالهم أمام المجتمع. بذلك، يمكن تعريف فرقهما بدقة باختلاف آثارهما ونوعيتها.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات