سورة النحل هي واحدة من سور القران المجيد التي تحمل معاني عميقة وتوجيهات هامة للإنسانية. وقد تم اختيار هذا الاسم لها لأسباب متعددة مرتبطة بمحتواها الديني والفلسفي. أولاً، يذكر الله تعالى نفسه في هذه السورة بأنّه خلق كل مخلوقات الأرض والسماء بما فيها الحشرات والنباتات بما فيها العسل والشمع والتي يمكن اعتبارها جزءاً من "النحل". وهذه الإشارة تشير إلى القدرة الخلاقة الالهية وشرح الرزق الواسع الذي يعده للبشر والثقلين الآخرين.
ثانياً، تتناول السورة أيضاً حياة الفرد وكيف يعيش بإخلاص وإيمان قوي. مثلما يعمل النحل بطريقة منظمة ومخلصة لتحقيق هدف مشترك وهو إنتاج العسل، كذلك يجب على المؤمن العمل بكل جد واجتهاد نحو رضا الرب والأخرة.
ثالثاً، هناك دلالة أخرى وهي قدرة الإنسان على إدارة الحياة كما ينظم النحل حياته. ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم قصة حديقة نخل حيث كان النحل يأتي ويذهب بشكل منتظم ولم يتم رؤيته في غير تلك الحديقة إلا مرة واحدة عندما هبت الرياح فكانت أول فرصة للهجوم عليهم. هنا يمكن رؤية التشبيه بين النظام المنظم لحياة النحل وبين تنظيم الوقت والجهد لصالح الدين والعلم وغيرها مما هو مفيد للحياة الدنيا والدينية.
رابعاً، يشكل اختلاف أنواع النباتات التي يستمد منها نحل مختلف الأنواع عسل مختلف نوعًا ما رمزا للتعددية والتكامل ضمن نظام طبيعي واحد كبير يساعد بعضه البعض ليعيش جميعاً بحسب البركة والإنتاج المتبادل بينهما وفق تعاليم الإسلام.
وفي النهاية، فإن تسمية السورة بالنحل ليس فقط للاعتراف بخلق الله وإنما أيضاً لتوضيح طبائع البشر وواجباتهم تجاه دينهم ومعيشتهم اليومية مستوحاة من مثال الحيوانات والحشرات التي جعلها الله سبحانه وتعالى نموذجًا يحتذى به للتعاون والعمل بروح الفريق.