عدد سور القرآن الكريم: حقيقة وأسرار

يُعدّ القرآن الكريم كتاب هداية للبشرية جمعاء، وقد تحدّى الله عز وجل العالمين أن يأتوا بمثله، كما جاء في قوله تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن

يُعدّ القرآن الكريم كتاب هداية للبشرية جمعاء، وقد تحدّى الله عز وجل العالمين أن يأتوا بمثله، كما جاء في قوله تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" (الإسراء: 88). وقد اتفق أهل الحل والعقد على أن عدد سور القرآن الكريم مائة وأربع عشرة سورة، كما هو الحال في المصحف العثماني، حيث تبدأ بسورة الفاتحة وتنتهي بسورة الناس.

وقد اختلف العلماء في تسمية السور، حيث ذهب بعضهم إلى أن تسمية السور جاءت على نسق تسمية العرب لقصائدهم، بينما رأى آخرون أن أسماء السور لها أسرارها الحكيمة، مما يدل على حكمة منزل القرآن. فمثلاً، سُميت سورة البقرة بهذا الاسم لذكر قصة البقرة المذكورة فيها وعجيب الحكمة فيها، وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردد فيها من أحكام النساء.

ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم يتميز بخصائص كثيرة تجعله مختلفاً عن كلام البشر، ولا يقدر أحد من البشر على مجاراته. فقد قال ابن تيمية: "إن القرآن له شأن اختص به، لا يشبهه كلام البشر، لا كلام نبي ولا غيره، وإن كان نزل بلغة العرب".

وبالنسبة لعدد سور القرآن الكريم، فقد اتفق العلماء على أنها مائة وأربع عشرة سورة. أما بالنسبة لعدد آياته وكلماته وحروفه، فقد ذكر ابن كثير عن مجاهد أن عدد حروف القرآن هو ثلاثمائة ألف حرف وعشرون ألفًا وخمسة عشر حرفًا. وعدد كلمات القرآن هو سبعة وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة. وعدد آياته هو ستة آلاف آية، مع اختلاف في عدد الآيات الزائدة على ذلك بين العلماء.

وفي الختام، فإن القرآن الكريم كتاب هداية ورحمة للبشرية جمعاء، ويجب علينا أن نتعلم منه ونستفيد من أسراره ومعانيه العميقة.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer