زينب بنت الرسول، إحدى بنات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، تتميز برفعة الأخلاق والقيم التي سمحت لها بالتألق في مختلف المواقف الدينية والشخصية. ولدت زينب قبل ست سنوات فقط من بداية ظهور الدعوة الإسلامية، وهذا جعل منها أولى بنات النبي. لقد تلقت التربية المثالية داخل بيت النبوة، حيث نشأت بين حضن الوالدين الشهيذتين خديجة رضوان الله عليها وزوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كان حب النبي لها واضحًا منذ الطفولة، وهو ما ظهر فيما بعد خلال مواجهتها للأحداث التاريخية والدينية الهامة. تشمل صفاته الفاضلة البر العميق بولديها وكذلك إيمانها الواضح والتزامها العميق بالإسلام. رغم كون زوجها أبي العاص رفض قبول الإسلام لفترة طويلة، إلا أنها لم تتوقف عن محاولة حملته بل إنها قامت بتقديم المساعدة المالية لتحريره أثناء أسره في غزو بدر. هذا العمل ليس فقط دليل على صدقه ولكن أيضا رمز لقيم الولاء والعائلة لديها.
في وقت لاحق، عندما تعرضت لقسوة بعض الرجال الذين حاولوا منعها من الانضمام إلى رسول الله في المدينة المنورة، فقد أثبتت صبرها وشجاعتها الحقيقية. وعلى الرغم من الظروف الصعبة والإصابات الجسدية التي لحقت بها نتيجة لذلك المحاولات لمنع سفرها، فإن تصميمها على الوصول إلى مدينة النبي ظل ثابتًا ومستدامًا.
بعد وفاة زوجها الثاني عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بسبب مرض الحمى الصفراء، اختارت الزواج مرة أخرى من الصحابي الجليل أبو العاص بن الربيع مرة ثانية بناءً على توصيات النبي صلى الله عليه وسلم نفسه. هذه الخطوة ليست مجرد استمرار لعلاقة ودية وإنما مثال حي لإيثارها للمصلحة العامة والأوامر الروحية المقدسة كما جاءت عبر شخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي نهاية حياتها القصيرة نسبيًا والتي بلغ عمرها فيها حوالي 28 سنة فقط حسب بعض الأقاويل التاريخية المتداولة بين المؤرخين المسلمين القدامى والمعاصرين أيضاً, تركت لنا ذكريات جميلة حول حياة عظيمة مليئة بالأفعال الإنسانية البسيطة ولكنه ذات التأثير الكبير اجتماعياً ودينياً وثقافيًا عميقاً بشكل خاص بالنسبة للعلاقات الزوجية والمجتمع الإسلامي ككل آنذاك وما تلاه بعد مرور القرون المختلفة عقب وفاته صلى الله عليه وسلم .