الصلاة في المسجد ليست مجرد عادة دينية، بل هي واجب شرعي فرضه الله تعالى على المسلمين. فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم ... الخ" [الحديث رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]. هذا الحديث يوضح أهمية صلاة الجماعة في المسجد، حيث يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم تركها من علامات النفاق.
كما أكد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على أهمية صلاة الجماعة في المسجد، حيث قال: "من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ... إلى أن قال: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف".
بالإضافة إلى ذلك، فإن صلاة الجماعة في المسجد لها فضائل عظيمة. فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن". كما روى مسلم أيضاً " أن رجلاً أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة فقال نعم قال فأجب".
ومن المهم أن نلاحظ أن صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجال القادرين غير المعذورين. لذلك، لا يجوز للمسلم التخلف عن صلاة الجماعة بحجة أنه سوف يصلي بأهل بيته. بل يجب عليه الذهاب إلى المسجد مع أهله الذين يجب عليهم الذهاب أيضاً. أما من لا يجب عليه الذهاب، فيجب تركه.
وفي الختام، فإن اشتغال المسلم بتلاوة القرآن حتى تفويت صلاة الجماعة في المسجد خطأ واضح. فصلاة الجماعة واجبة عند كثير من أهل العلم على من يسمع النداء. كما ينبغي للمسلم المبادرة إلى المسجد لإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، لما ورد في الحديث: "من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق".
وفي النهاية، يجب التنبيه إلى أن من مكايد الشيطان شغل المسلم بالعمل المفضول عن العمل الفاضل ليحرمه كثرة الثواب. لذلك، يجب على المسلم أن يحافظ على وقته ويحرص على أداء الصلاة في المسجد مع الجماعة، مع استحضار القلب والخشوع فيها.