بدأ ظهور الإسلام مع بدء الدعوة إليه عبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في مكة المكرمة؛ حيث دعا أولاً أقربائه وأصحابه قبل توسيع نطاق الدعوة بإذن إلهي. كان للنصر المبكر لعدد من الصحابة ذوي النفوذ في مجتمعهم -مثل عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب- دور كبير في زيادة شوكة المسلمين وثباتهم رغم مضايقات مشركي قريش.
مع انتقال النبي إلى المدينة المنورة، اكتسب الإسلام قوة هائلة بين القبائل العربية خاصة عقب هزيمة المشركين في العديد من المعارك الباهرة بما فيها أحد والأحزاب. حتى آخر أيام حياته، شهد النبي صلى الله عليه وسلم اعتناق معظم قبائل الجزيرة العربية للإسلام بشكل عام.
وفي عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم امتد تأثير الإسلام خارج حدود شبه الجزيرة العربية ليصل لأرجاء مختلفة حول العالم مثل أفريقيا وآسيا الوسطى وأوروبا. خلال القرون التالية، تحولت رسالة الإسلام القرآنية لحقيقة واقعية أثرت تأثيرا عميقا على الحضارة الإنسانية جمعاء. لقد كانت رسالة عظيمة فرضت احترامها ونورها على البشرية جمعاء بفضل بساطتها ومبادئها الأخلاقية والقيم الروحية التي حملتها لنيل طاعة الشعوب المختلفة وتقديسها لهذه الرسالة الربانية الجديدة حين ذاك والتي نهلت منه حضارة شامخة وفخارا للعالم اجمع.