- صاحب المنشور: بشرى المهيري

ملخص النقاش:
في ظل التغير المتسارع للمناخ العالمي، أصبح تأثير هذه الظاهرة على قطاع الزراعة أكثر وضوحًا. تعدّ الزراعة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، حيث توفر الغذاء لملايين الأشخاص حول العالم. ومع ذلك، فإن التغيرات الحرارية والمطرية غير المنتظمة التي تنتج عن الاحتباس الحراري تشكل تحديات كبيرة لانتاج المحاصيل الغذائية. ### ارتفاع درجات الحرارة ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض يؤدي إلى زيادة معدل تبخر المياه من التربة والمحاصيل، مما يزيد الضغط على الإمدادات المائية المحدودة بالفعل في العديد من المناطق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحرارة الشديدة أن تلحق الضرر بالمحاصيل مباشرة، خاصة خلال مراحل نموها الحيوية. بعض النباتات تحتاج ظروف حرارية محددة للنمو الصحي؛ أي اختلاف كبير قد يقلل من جودتها أو كميتها أو حتى يقضي عليها تماماً. ### تغيرات الطقس المتطرفة التطرف الجوي الناجم عن تغير المناخ يشمل كل شيء بدءا من الجفاف المدمر والعواصف الرعدية القوية وانتهاء بالأمطار الغزيرة المفاجئة والتي غالبا ما تجرف الأراضي الخصبة وتسبب الفيضانات الهائلة. كل هذا له تأثيرات هائلة على زراعة المحاصيل - فقدان التربة العلوية الخصبة نتيجة للأمطار الغزيرة، وجفاف التربة بسبب فترات طويلة بلا أمطار، وكلاهما يؤثر بشدة على إنتاج المحاصيل. ### الآفات والأمراض الجديدة مع ارتفاع درجات الحرارة يتوسع نطاق انتشار العديد من الأمراض الحيوانية والنباتية، وهو الأمر الذي يُعتبر مصدر قلق خاص بالنسبة لصحة الإنسان وصحة الثروة الحيوانية أيضاً. كما أنه يسمح لبكتيريا وأفيدات جديدة بالتكيف والبقاء في بيئات كانت غير مناسبة لها سابقاً. وهذا يعني زيادة تكلفة الوقاية والعلاج لهذه المشاكل الصحية المستجدّة. ### الأمن الغذائي العالمي هذه المؤثرات مجتمعة تهدد بتعطيل سلسلة الإنتاج الغذائي العالمية بطرق خطيرة وغير متوقعة. قد تواجه الدول أقل قدرة على التأقلم مشكلة نقص غذاء كافي ومستدام محلياً، وقد تتزايد الاعتمادية على الاستيراد الخارجي للمنتجات الزراعية. وبالتالي فإن التعامل الفعال مع آثار تغير المناخ على الزراعة أمر حيوي ليس فقط لتحقيق الاكتفاء الذاتي ولكنه أيضا ضرورة لحماية البيئة والحفاظ على النظام الطبيعي للأرض واستقرارها الاقتصادي.