يظل موقع دفن النبي سليمان بن داود -عليهما السلام- لغزاً مثيراً للاهتمام لدى المؤرخين والإثنولوجيين. رغم عدم وجود دليل قطعي، إلا أنه ثمة عدة روايات وأبحاث تشير إلى احتمالات محتملة لمدافنه المباركة. دعونا نستعرض هذه الآراء المنطقية بناءً على الأدلة التاريخية المتاحة.
وفقاً للتقاليد الإسلامية، فإن قبر النبي سليمان يُعتقد أنه موجود في مدينة القدس الشريفة داخل المسجد الأقصى المبارك. هذا الموقع معروف بمكانته الدينية العالية بالنسبة للمسلمين ويُعتبر أحد أقدس المواقع في الدين الإسلامي. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن معظم العلماء يرفضون فكرة تحديد مكان معين لقبره بسبب نقص الوثائق الدامغة.
رواية أخرى تقول إن مقبرة النبي سليمان قد تكون بالقرب من الهيكل القديم، وهو الموقع ذاته الذي شيده الملك سليمان وفق الكتاب المقدس اليهودي والمسيحي. لكن مرة أخرى، ليس هناك تأكيد مؤكد لهذه الفرضية. بعض الباحثين يقترحون أيضاً مواقع مثل باب المغاربة جنوب الحرم الشريف كإمكانيات ممكنة لدفين نبينا الكريم.
في المقابل، يشير البعض الآخر إلى احتمال وجود مدفنه خارج حدود فلسطين تماماً. حيث يذكر كتاب "معجم البلدان" لأبو عبيد الله محمد بن حمير البكري أن قبور الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم كانوا بجوار بيت المقدس بينما كان لقبر سيدنا سليمان مكانه الخاص بجانب البحر الأحمر عند ساحل جدة حالياً بالسعودية العربية. ولكن يجب التعامل بحذر مع تلك الروايات نظرًا لبعدها عن المصادر الرئيسية والتاريخ المكتوب بشكل عام.
باتباع نهج علمي موضوعي، يبدو consensus غير متاح حول وضع القبر النهائي لنبيّنا سليمان عليه السلام حتى الوقت الحالي. ونظرًا للطبيعة الغامضة لتلك الفترة الزمنية المبكرة جداً في التاريخ الإنساني، ستبقى طبيعة وحدود بحثنا محدودة بغض النظر عن الجهد المبذول فيها. ولذا يمكن اعتبار كل الاحتمالات قائمة وتحتاج جميعها لمزيدٍ من البحث والدراسة المستقبلية. مما يؤكد أهميتها ودلالاتها الثقافية والدينية الخالدة والتي تتخطى الحدود المكانية المادية المعروفة اليوم.