الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي: دراسة مقارنة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي يتبين بعد تعريف كل منهما. فالحديث القدسي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي يتبين بعد تعريف كل منهما. فالحديث القدسي هو ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى بألفاظه، ولكن دون التعبد بهذه الألفاظ، وليس للتحدي والإعجاز. أما الحديث النبوي فهو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.

وعلى هذا، فالكل من عند الله، ولكن الحديث القدسي يختلف عن الحديث النبوي في عدة جوانب:

  1. المنزلة: الحديث القدسي نسبة إلى القدس، وهي نسبة تدل على التعظيم والتنزيه والتطهير، وهو ما يضيفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تبارك وتعالى على أنه من كلام الله تعالى. أما الحديث النبوي فهو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
  1. اللفظ والمعنى: الحديث القدسي معناه من الله تبارك وتعالى، ولفظه من النبي صلى الله عليه وسلم. أما الحديث النبوي فقد يكون لفظاً ومعنى من النبي صلى الله عليه وسلم، أو لفظاً من النبي ومعنى من الله تبارك وتعالى.
  1. التعبد: القرآن الكريم متعبد بألفاظه، لا تصح الصلاة إلا به، وهو المعجزة الكبرى التي تحدى الله بها الخلق أجمعين. أما الحديث القدسي والحديث النبوي فلا يعتبران متعبدين بألفاظهما.
  1. الثبوت: القرآن الكريم متواتر كله، فهو قطعي الثبوت. أما الحديث القدسي والحديث النبوي فقد يكونان صحيحين أو حسنين أو ضعيفين أو موضوعين، بناءً على قواعد القبول والرد المعروفة عند المحدثين.
  1. الرواية: الحديث القدسي تجوز روايته بالمعنى، أما القرآن فلا يجوز فيه ذلك.
  1. الإعجاز: القرآن الكريم معجز بلفظه ومعناه، أما الحديث القدسي والحديث النبوي فلا يعتبران معجزين بلفظهما ومعناهما.
  1. التحدي: القرآن الكريم تحدى الله به العرب - بل العالمين - أن يأتوا بمثله، وأما الحديث القدسي والحديث النبوي فلا يعتبران تحديين.

وبناءً على ما تقدم، يتبين أن الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي يتضح في عدة جوانب، منها منزلة الحديث القدسي، وطريقة روايته، وطبيعة ألفاظه ومعانيه، وحكم التعبد بهما، وثبوتيهما، وطريقة روايتهما، وإعجازهما، وتحديهما. والله أعلم.


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer