اتفق العلماء على أن عدد آيات القرآن الكريم هو ستة آلاف ومائتا آية، ولكنهم اختلفوا فيما زاد على ذلك. هذا الاختلاف لا يؤثر على مضمون القرآن الكريم، حيث أن المصاحف الموجودة في العالم الإسلامي تتفق جميعها على أن ما فيها هو القرآن المنزل من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
يُعزى هذا الاختلاف إلى عدة عوامل، منها اختلاف العلماء في اعتبار الحروف الفواتح مثل "الم" و"طه" و"يس" آية أو جزءًا من آية، وكذلك اختلافهم في اعتبار البسملة آية أو فاتحة للسورة. بالإضافة إلى ذلك، اختلفوا في عد ما وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم أثناء قراءته للقرآن وما وصله.
على الرغم من هذا الاختلاف، إلا أن ترتيب آيات القرآن الكريم كما هو موجود في المصاحف اليوم هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، ولا مجال للرأي أو الاجتهاد فيه. كان جبريل عليه السلام ينزل بالآيات على النبي صلى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها، ثم يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه رضوان الله عليهم ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينًا لهم السورة التي تكون فيها الآية وموضع الآية من هذه السورة.
هذا الاختلاف في عدد الآيات هو اختلاف شكلي لا يؤثر على مضمون القرآن الكريم، حيث أن القرآن المقروء أو المكتوب واحد عند جميع العلماء في المشرق والمغرب، في القديم والحديث، لا ينقص كلمة هنا ولا حرفا هناك.
والله أعلم بالصواب.