- صاحب المنشور: سليم العروسي
ملخص النقاش:
مع ظهور وتوسع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح واضحًا أنها ستحدث تأثيرات كبيرة ومتعددة الأوجه على سوق العمل. بينما يمكن لهذه التقنية الجديدة أن توفر فرصاً جديدة للنمو الاقتصادي والإنتاجية، فإنها قد تشكل أيضاً تحديات متزايدة أمام العمال البشريين. هذا المقال يستعرض هذه التفاعلات المعقدة بين تطور AI وسوق العمل.
من ناحية، يوفر الذكاء الاصطناعي حلولاً قابلة للتطبيق أكثر كفاءة للمهام الروتينية والمعقدة التي تتطلب جهد يدوي كبير أو خبرة خاصة. مثلما حدث مع روبوتات التصنيع المتقدمة والكبيرة والتي حلت محل العديد من الوظائف البشرية في الصناعة التحويلية، يتوقع الخبراء حالياً أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحولات مماثلة ولكن بمستوى أعظم بكثير عبر مختلف القطاعات الأخرى.
إلا أنه وفي المقابل، هناك مخاوف جدية حول الآثار المحتملة لـ AI على مستويات العمالة العامة والتوظيف المستقبلي. الدراسات الحديثة توضح كيف تستطيع الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي القيام بمجموعة واسعة من الأعمال - بدءًا من الخدمات المصرفية وانتهاء بأعمال الرعاية الصحية وغيرها الكثير – وهذا يعني احتمال فقدان ملايين الوظائف التقليدية لصالح الآلات غير القابلة للاستبدال والاستنزاف."
بالإضافة إلى ذلك، يشكل التعلم الآلي جزء أساسياً ضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ وهو قادر بصورة متزايدة على أداء مهام ذات درجة عالية من التعقيد والحساسية التي كانت تعتبر سابقاً حصراً على القدرات الإنسانية الفائقة فقط.
في نهاية الأمر، رغم كل التحديات المرتبطة بتغيّر طبيعة سوق العمل نتيجة لتطور الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تخلق أيضًا فرصٌ عظيمة للإبتكار والتغيير الاجتماعي الإيجابي إذا تم توجيه واستخدام تلك التقنية بحكمة وبرامج تدريب فعالة لإعداد العاملين لسوق عمل جديد ومختلف تمام الاختلاف عما اعتادوا عليه سابقا.