رحلة عبر سورة الذاريات: دراسة متعمقة لسورة مكية بارزة

تسعى سورة الذاريات، والتي تحمل اسمها نسبةً إلى بداية الآية الأولى "والذي أرسل الرياح"، لنزع الشكوك حول الحقيقة النهائية للحساب والحياة الآخرة. وتعتبر

تسعى سورة الذاريات، والتي تحمل اسمها نسبةً إلى بداية الآية الأولى "والذي أرسل الرياح"، لنزع الشكوك حول الحقيقة النهائية للحساب والحياة الآخرة. وتعتبر هذه السورة، الواقعة ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، أحد سور المكية المبكرة للنبوة المحمدية. تتكون سورة الذاريات من ستين آية وفقاً للتعداد الكوفي. إنها السورة رقم 66 حسب الترتيب النزولي، حيث أتت بعد سورة الأحقاف وقبل الغاشية.

تنطلق سورة الذاريات مباشرة عقب نهاية حديث سورة "ق" عن اليوم الآخر وما سيحمله من أحكام قضائية دقيقة وحتمية للعالمين. تعلن الآيات المتبادلة لقوة الله ووحدانية الذات الإلهية بصراحة بأن وعد الله حق، مؤكدةً على أن الجزاء الأكيد ينتظر الجميع. تقصد السفرة الانتقالية بين هاتين السورتين الربط التحويلي بين فهم العقيدة الإسلامية والفلسفة الدينية المرتبطة بالأحداث المستقبلية العظمى.

تقدم لنا السورة العديد من القصص التاريخية لحملة رسائل الربوبية القديمة لكيفية التعامل مع الإنكار والاستهانة بغضب الخالق عزوجل. تقدم سطور السورة مثالاً توضيحيًا للإهلاك الجماعي لكل من قوم طوفان نوح ودولة عاد وثمود ولادت لوط والشروع بشعيب بالإضافة إلى شعوب أخرى كثيرة امتنعت عن الاعتراف بالإله الواحد.

تشكل مواضيع أساسية للسورة ادراك الواقع بشأن يوم القيامة الثابت الذي لا مرد له رغم مزاعم المنافقين العديمة الأدلة العلمية والأثر الفعال، بالإضافة لاستشهاد أولئك الذين ضلوا طريق الحق بالنيران كما يدلون عليها حالياً كمصدر شر مستدام. تؤكد كذلك بركات الجنة خالدات لمن يؤمنون ويعمل صالح الأعمال كالاستغفار والتوبة الليلية والخيري وغيرهما مما يقرب المسلم لله تعالى ويجزل ثوابه عند خالق البشر.

تعرض أيضًا للسطور المغلفة لصفحاتها جمال الطبيعة والإبداعات الإنسانية باعتبارهابراهين واضحة لدليل وجود قادر واحد قادر علي خلق الأنواع كافة بما فيه الإنسان نفسه وفرديته الخاصة وحياته المعتمدة بشكل مباشر علی رزقه اليماني. لذا فإن احتمالية انشاء العالم مجددًا هينة اذا علمنا انه قابل للتفكير عقلانيا أنها اقل تحديا بكثير ممن كانت خطوات انجاز تصوره الاولی . بناء عل ذلك فإن النهضة مرة اخری ممكنة بلا ريبة ولا شك مما يعني ايضا صدقية تصريح الروح القدس(البشر)بالعودة الی اصل نشوئه‌.

تأخذنا رحلات الكتاب المقدس للسابقین بالاخص الامم المعاصرة قدیسا نبينا محمد صلى‌الله علیه وآله وسلم ، الى جانب تشابة طريقة تصرفھم تجاه الحقائق البدیهة ، بدءآ بالتکذیب وانتهاءا بالسخط المقترن بالموت العام؛وهذا يعد تحذیر ویعي النساء بالحفاظعلی سلامتهم ازائي نفس المصير القدرريعلی کل کافر اعتقدانی . تلقی الضوءasimilated نیز علی مهمۃالنبیﷺ حیث تماسک فقط بمسیر تالیعی توجيهی لهم نحو الطريقالصحيح عوضاعن فرض الاختيار وطموحات تحقيق اجماع منهم ؛حيث یعلم ابن آدم أنه غير مسؤل عن قلوب العباد وان رضوان الرحمان هو منحدرہ الوحید والذي لن يمكن الوصول اليه الا باتباع اوامرحمة الرحمن وغفران ذنبكم !


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات