بدأت قصة الإسلام في المغرب مع الفتح الإسلامي عام 670 ميلادي تحت قيادة القائد المسلم موسى بن نصير وأبو العباس السفاح. كانت البداية بفتح مدينة سبتة، والتي جعلها مركزاً للعمليات العسكرية والدينية. هذا الفاتح الكبير لم يكن فقط قائداً عسكرياً، ولكنه أيضاً كان عالماً دينياً قاد حملة توعية دينية واسعة النطاق.
بعد ذلك، بدأت الحملة نحو الداخل المغربي، وبحلول نهاية القرن السابع، وصلت القوات الإسلامية حتى واحة زاهية الواقعة حاليًا جنوب الجزائر. لكن الأثر الدائم للإسلام جاء مع فترة حكم الموحدين بين القرن الثاني عشر والخامس عشر الميلادي. خلال هذه الفترة، شهد المغرب عصر ازدهار ثقافي وفكري عالمي المستوى.
عمل الموحدون على تعزيز انتشار التعليم الإسلامي وتشجيع الفنون والأدب والممارسات الثقافية التي اندمجت بشكل طبيعي مع الهويات المحلية التقليدية. كما عملوا على بناء العديد من المعالم التاريخية مثل جامع القرويين - أحد أقدم الجامعات في العالم - والذي ما يزال رمزا هاما للحياة الأكاديمية والعلمانية في المملكة اليوم.
وبالتالي، فإن تاريخ الإسلام في المغرب ليس مجرد ذكرى لفتوحات عسكرية، بل هو تراث فني وثقافي عميق الجذور انعكس في كل جوانب المجتمع المغربي الحالي.