الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
الزواج في الإسلام شعيرة من شعائر الدين، وآية من آياته، كما قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم: 21). الزواج في الإسلام عقد شرعي مقدس، له أركان وشروط يجب توافرها حتى يكون صحيحًا.
أولًا، يجب أن يكون هناك إيجاب وقبول صريحان من الطرفين، حيث يقول الله تعالى: "وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا" (النساء: 20). هذا يعني أن الزواج لا يتم إلا بإرادة الطرفين، وأن المهر يجب أن يكون متفقًا عليه بينهما.
ثانيًا، يجب أن يكون هناك ولي من جانب المرأة، حيث يقول الله تعالى: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا" (النساء: 5). هذا يعني أن الزواج لا يتم إلا بإذن ولي المرأة، سواء كان ذلك الأب أو الأخ أو الجد أو غيرهم من المحارم.
ثالثًا، يجب أن يكون هناك شهود عدلان، حيث يقول الله تعالى: "وَشَهِدُوا ذَلِكَ عَلَيْهِمْ" (البقرة: 282). هذا يعني أن الزواج لا يتم إلا بحضور شهود عدلين يشهدون على عقد الزواج.
رابعًا، يجب أن يكون المهر معلومًا ومحددًا، حيث يقول الله تعالى: "وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَ