تعد شخصية صفورة بنت عازر، المعروفة أيضًا باسم ثكلى، أحد أهم الأحداث التي غمرت حياة النبي موسى عليه السلام. هذه المرأة الشجاعة والمؤمنة لعبت دورًا حاسمًا في حياته ورسالته النبوية، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من تاريخ بني إسرائيل.
صفورة بن عازر، وفقًا للتقاليد اليهودية والمسيحية والإسلامية، كانت امرأة مصرية ذات خلفية نبيلة. تزوجها موسى بعد هروبه من مصر بسبب قتل قاضٍ مصري ظلم يهوديًا بلا سبب. أثناء وجوده في أرض مديان، التقى بمجموعة نساء يأخذن الماء لماشيهن فقدم لهن المساعدة بطريقة طيبة. واحدة منهن كانت صفورة والتي طلب منها البقاء لرعاية ماشيتهما مع أخواتها بينما ذهبت لتطلب المياه. اعترفت لاحقاً بأن شقيقها قد استولى على الحقوق الزراعية لأخريات ولم يكن يعطي الغجر حقهم. لمسوعا هذا الأمر وأعاد لهم حقوقهم. وهناك تقدمت إليه صفورة وعرضت نفسها كزوجة له. قبل دعوتها وتزوجها.
بعد سنوات عديدة عندما بدأت نبوة موسى تتضح أكثر فأكثر، أمر الله تعالى زوجاته وأبناءه بالانتظار خارج البلاد عند خروج بني إسرائيل من مصر لأن فرعون سيقتل جميع أولاد الرجال لإيقاف انتشار الدين الحنيف بين شعبه. لم تستطع الصفراء تحمل الإنفصال لفترة طويلة وبكت بحرقة حتى أصبح اسمها "ثكية" وهو ما يعني الثكلى بالعبرية. لكن إيمانها القوي وثقتها برب العالمين ساعدتها على التحمل والصبر رغم الألم النفسي والعاطفي الذي سببه لها ذلك الانقطاع المؤقت لعائلتها الصغيرة.
إن قصة زواج موسى وصفورة تشكل رمزًا لقوة الإيمان والتضحيات الجسام التي يمكن للمرء تقديمها من أجل المحبة والوفاء لدينه ودينه ودوره التاريخي الهام ضمن إطار رسالة سماوية عظيمة حملها هذا الشخصية الإنسانية الرقيقة ولكن الفذة عبر مجرى تأريخ البشرية الطويل وشاق المراحل أحيانًا! إنها درس عميق حول الأخلاق الحميدة والشخصيات الاعتزالية المفيدة للناس كافةً وسائر الأمم والجنسيات المختلفة. فهي مثال حي يستحق الدراسة والاستلهام لما فيها من دروس مستخلصة تنفع الناس في كل مكان وزمان ولجميع الحالات الاجتماعية المختلفة أيضاً!!
