تعدّ السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما واحدة من أشهر الشخصيات الإسلامية وأحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قلبه. ولعب دورها الكبير في نشر الإسلام وتوثيق الحديث النبوي دوراً حيوياً في تاريخ المسلمين. وقد ووري جثمانها الطاهر الثرى في أرض مباركة هي مقبرة البقيع بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
مقبرة البقيع: تُعتبر هذه المقبرة أهم المقاصد الدينية بعد المسجد النبوي الشريف. يقع هذا الموقع المقدس خارج سور المدينة المنورة شمالاً، وهو مكان دفن العديد من الصحابيات الجليلات وكذلك بعض صحابة النبي الكريم مثل حمزة بن عبد المطلب عم الرسول الأعظم. بالإضافة إلى ذلك، يحظى عالم الأجلاء أبو هريرة وعبدالله بن مسعود ومحمد بن مسلمة أيضاً بمكانتهم الخاصة هناك.
السيدة عائشة ودفنها في البقيع: توفيت أم المؤمنين الحبيبة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم جمعة سنة خمسة وستين للهجرة الموافق لشهر رمضان المبارك عام ستٍ وستين هجرية حسب أغلبية الروايات التاريخية المتواترة. وبعد مراسم العزاء التي أقامتها فاطمة الزهراء ابنة الرسول والأخت الوحيدة لعائشة، تم تحنيط الجسد بالنور من أجل نقلُهِ للمقابر بحسب الوصايا الأخيرة لسيدتنا. وفي اليوم التالي للدفن, قام عمر بن الخطاب -رئيس الدولة آنذاك– بإجراء عملية تجهيز للجثمان بعد إتمام غسل متابعةً للأوامر الإلهية كما ورد في القرآن الكريم "والذاريات ذروا فالحاملات قرا". ثم انطلق موكب مكون من مئات النساء خلف تابوت سيدتنا نحو مرقدها الأخير داخل قبيلة نسل أصحاب الحقائق المجيدة وهم كلهم سادة بني هاشم رضوان الله عليهم جميعاً.
وبذلك ينتهي رحلة حياة مليئة بالعبر والعظات لأبرز رجال الدين والمؤرخین الذين تركوا بصماته واضحة حتى يوم الناس هذا مما جعلهم يستحقون الفضل والثواب عبر التأريخ الإنساني عامة والتاريخ الإسلامي خاصة.
