أيها الإخوة المؤمنون، إن تلاوة القرآن الكريم هي من أعظم القربات وأجل العبادات، وهي حبل الله الممدود من ربنا إلينا، كما قال رسول الله ﷺ: "ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وتغشتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده". إن قراءة القرآن الكريم لها فضائل عظيمة، حيث قال الله تعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" [المزمل:4]، و"يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" [آل عمران:113].
تلاوة القرآن الكريم لها آداب يجب على المسلم مراعاتها، ومنها:
- الطهارة: يجب على من يقرأ القرآن وهو ممسك بالمصحف بدون حائل أن يكون طاهرًا من الحدثين الأكبر والأصغر.
- الوضوء: يستحب الوضوء لقراءة القرآن عن ظهر قلب، وبدون مس المصحف، فإن قرأ محدثًا جاز بالإجماع.
- النظافة: يستحب للقارئ أن ينظف فاه بالسواك وغيره تعظيمًا وتطهيرًا.
- التعوذ: يسن التعوذ قبل القراءة وصيغتها المختارة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
- البسملة: يسن المحافظة على قراءة البسملة في أول كل سورة، إلا سورة التوبة فلا بسملة فيها.
- المكان: يستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبل القبلة، ويجلس خاشعًا بسكينة ووقار.
- الترتيل: يسن الترتيل في قراءة القرآن، لقوله تعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" [المزمل:4].
- تحسين الصوت: يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، لحديث ابن حبان وغيره: "زينوا القرآن بأصواتكم".
- التدبر: تسن القراءة بالتدبر والتفهم فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدور.
- السجود: يسن السجود عند مواضع سجود التلاوة، مع قصر الفصل بين السجود وسببه.
إن تلاوة القرآن الكريم لها أثر عظيم في حياة المسلم، حيث قال رسول الله ﷺ: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها". فليحرص المسلم على تلاوة كتاب الله الكريم بتدبر وتفكر، وليستشعر فضل هذه العبادة العظيمة.