تعدّ المرأة الصالحة والفاضلة جوهرة ثمينة ونعمة عظيمة منحها الله للرجل ليكون لها سنداً وداعماً في درب حياتهما المشترك. إن قدر هذه النعمة يفوق ثروات الدنيا وممتلكاتها الزائلة؛ لأن جوهر الشراكة الحقيقية يكمن في القيم الأخلاقية والإيمان المتبادل بين الزوجين. فالإنسان المؤمن يدرك تمام الإدراك قيمة وجود زوجة عفيفة ورعاية، والتي تعتبر ركن أساسي للاستقرار النفسي والمعنوي له ولأسرتيهما الصغيرة والكبيرة.
إن الفضيلة والعفة هما سلاحان قويان يستخدماهما المسلمون لتحصين ذواتهم وتعزيز مكانتهم الاجتماعية والدينية. وهذه الصفات ليست مجرد مظهر خارجي فقط، وإنما هي انعكاس عميق لتقاليد وأخلاقيات داخلية راسخة لدى المرأة. فالقيام بالواجبات الأسرية بكل حب وتفاني يدل على مدى وفائها وعطفها تجاه شريك حياتها وحميل المسؤوليات التي تحملها بحكمة وصبر. كما أنها حارسة مقدسات البيت ونشر الدين الإسلامي القويم داخل المنزل وخارجه.
إن الدعم الروحي والنفسي الذي توفره الزوجة الطيبة يمكن أن يحول حياة أفراد الأسرة بأكملهم نحو التوازن والسعادة، مما يؤكد أهميتها البالغة بالنسبة لرجل يسعى لبناء منزل مستقر وطريق هداية واسعة للمجتمع المحيط بهم. فهي خير معين ورفيق دائم تساهم بتقديم مشورة طيبة ومعرفة عملية تساعد في اتخاذ القرارات المصيرية بالحياة اليومية بشكل عام وبخاصة عندما تعصف رياح التحديات الخارجية سواءً كانت مادية أم معنوية. لذلك فإن احترام تقديس تلك الصفات الحميدة واجب ديني قبل كونها مانعا اجتماعيا نبيلا يعكس أخلاقه الشخصية الرفيعة أمام المجتمع المحيط به.
ختاما وليس آخراً، الدعوة تتوجه لكل إنسان مسلم بأن يتمسك بدينه ويحرص دائماً على اختيار شريكة الحياة المناسبة ذات الخلق الكريم والأعمال الصالحات كي تكون برفقته جنبا إلى جنب متكاتفتين ومتآزرين لإنجاز مهمتهم الأصيلة وهي بناء مجتمع صالح ملتزم بالقيم الدينية والأخلاق الإنسانية السامية المستمدة من تعاليم القرآن كريمه وكلام رسول الأمم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم.