بدأت الدولة الأموية كدولة خلافة بعد سقوط الخلافة الراشدية، وفي عام 41 هـ/662 م، اعتلى معاوية بن أبي سفيان العرش ليصبح أول خليفة أموي. كانت فترة حكم الأغالبة مليئة بالإنجازات البارزة سياسياً وعسكرياً، جعلت منها واحدة من أقوى الإمبراطوريات في تلك الحقبة الزمنية.
على المستوى السياسي، نجحت دولة الأمويين في توسيع نطاق نفوذها وتوحيد الفتوحات الإسلامية تحت رايتها الواحدة. تحت قيادة يزيد الأول، تم فتح شمال أفريقيا وبلاد المغرب والأندلس، مما عزز مكانتهم الدولية وأرسى أسس وجود عربي دائم خارج شبه الجزيرة العربية. كما شهد عهد عبد الملك بن مروان بروز القوة المركزية للحكومة المركزية لمواجهة تحديات الفصائل الداخلية والمشاكل الحدودية.
وعلى الجبهة العسكرية، حققت جيوش الأمويين العديد من الانتصارات الهامة التي امتدت عبر الشرق الأوسط وآسيا الصغرى وأوروبا الغربية. مثلاً، قاد الحجاج بن يوسف الثقفى حملات ناجحة ضد البيزنطيين فى الشام، بينما افتتح موسى بن نصير مصر ثم انتقل إلى الأندلس لفتحها أيضًا. هذه الانتصارات أبعدت خطر غزو الرومان الشرقيين وحافظت على الاستقرار الداخلي للإمبراطورية.
بالإضافة لذلك، برعت الدولة الأموية في المجال الثقافي والفني؛ حيث ازدهر الأدب والشعر والنحت خلال هذا الوقت. أحد أشهر شعرائها هو جرير الذي اشتهر بشعره الوطني والحماسي والذي يعكس روح الامجاد البطولية للخلافة الأموية. كذلك، تشتهر مدينة دمشق نهضة علمية وثقافية حثيثة بما فيها الجامعات الشهيرة مثل جامعة حمص وجامعة الرقة وغيرهما الكثير والتي استقطبت الطلاب والمفكرين من جميع أنحاء العالم الإسلامي آنذاك.
وفي الختام، تعدُّ الفترة الأموية جزء هاماً ومؤثراً بشكل كبير بتاريخ العالم الإسلامي، فقد مهدت الطريق لتوسع واسع للأراضي الاسلامية ولإقامة مجتمع متماسك ومتنوع ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً. وقد ترك خلفائها بصمات واضحة ما زالت آثارها باقية حتى يومنا الحالي كتراث فخري للمسلمين جمعاء.