مدينة الرياض، العاصمة السياسية والإدارية للمملكة العربية السعودية، تحتضن مجموعة واسعة من المساجد التي تعكس تاريخ وثقافة المملكة الغنية. وفقاً لتقرير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض لعام 1427 هجرية، فإن العدد الجملي لمساجد رياض الخضراء يُقدر بحوالي ١١٠٠٠ مسجد وجامع، تشمل ٢٤٠٠ جامع و٨٦٠٠ مسجد صغير. هذه الأعداد تعكس مكانة الرياض ودورها المحوري كمركز رئيسي للدين الإسلامي والثقافة العربية.
وتتنوع مساجد الرياض بتصاميمها وميزاتها التقليدية والمعاصرة. يأتي في مقدمة هذه المساجد "مسجد الراجحي"، وهو واحد من أكبر المساجد ليس فقط داخل المملكة ولكن أيضًا في العالم العربي. تم افتتاحه رسميًا عام 1425 هـ، وتم تصميمه لاستيعاب أكثر من ثمانية عشر ألف مصلي رجالا وستمائة امرأة. يتميز هذا المسجد بكبر حجم القبة التي يصل قطرها إلى تسعة وعشرين ونصف مترًا، بالإضافة لمئذنة شاهقة بطول خَمس وخمسين مترًا. يعدّ موقعه الاستراتيجي بالقرب من الطرق الرئيسية أحد أهم عوامل جاذبيته.
ومن ضمن أشهر مساجد المدينة أيضا "جامع الملك خالد" المعروف باسم "الإمام تركي"، والذي يعكس التاريخ العريق لهذه المنطقة. بدأ بناؤه خلال القرن الثالث عشر الهجري واستمر حتى مطلع الرابع منه، ليصبح فيما بعد رمزًا بارزًا لمدينة الرياض القديمة. يحتل المركز المركزي في قلب العاصمة، مباشرة خلف مبنى ديوان رئاسة الوزراء الحالي (القصر القديم). يستطيع استضافة ما يقارب سبعة عشر ألف مصلي، مما جعله وجهة أساسية للمصلين والمقيمين وزوار المدينة على حد سواء. تضمنت قائمةائمة الذين تولوا إدارة أعمال الدعوة والأذان فيه العديد ممن هم ذوو شهرة كبيرة مثل الدكتور عمر بن عبد اللطيف الشيخ والدكتور سعد بن عتيق.
بالإضافة لكل ذلك هناك العديد من المساجد الأخرى ذات التصميمات والقدرات المختلفة والتي تعمل جميعًا معًا للحفاظ على الروح الدينية وحياة المجتمع النشطة في واحة الرياض الصحراوية. تشمل أمثلة أخرى مساجد منطقة ابن زهري وابن موسى والكركي والبوزجاني وغيرها الكثير كلٌ حسب طاقته الاستيعابية والحضور الثقافي والفني الخاص به. إنها بذلك تقدم صورة حية للعاصمة دينيا واجتماعيا وفنياً وتستحق بالتأكيد دراسة معمقة لفهم تفاصيل الحياة اليومية لسكان وشاغلي مدينة الرياض المتنامية باستمرار.