التجديد في الشريعة الإسلامية هو مفهوم حيوي يهدف إلى إعادة النظر في المفاهيم الفقهية والشرعية من منظور حديث، مع الحفاظ على أصول الدين ومبادئه. هذا المفهوم، الذي يعتبر من المفاهيم الأصيلة في الفكر الإسلامي، يثير جدلاً مستمراً في الوسط الفكري، وذلك بسبب الإجمال الذي يحيط باللفظ. ومع ذلك، فإن التجديد لا يقتصر على تجديد العلم نفسه، بل يتعداه إلى تجديد الفقيه، أي إعادة النظر في وسائل إعداده وتأهيله.
في عصر تعقدت فيه مسائل الفقه الواقعية، أصبح من الضروري إعادة هيكلة المحاضن التربوية والعلمية التي تصنع الفقيه. لم تعد إشكالية هذا الموضوع تنحصر في جانب العلم نفسه وتجديد أساليبه وموضوعاته، بل تجاوزت ذلك إلى الفقيه الجديد ونمط تنميته وتطويره. إن عملية نقل مركز الحديث نحو تجديد الفقيه لا تعني القطيعة مع مفهوم تجديد الفقه، ولكنها تعني توسيع مساحة البحث في جوانب مهمة أخرى في هذا الموضوع.
إن مفهوم التجديد في الشريعة الإسلامية يتطلب منا أن ننظر إلى الفقه من زاوية جديدة، زاوية تركز على الفقيه نفسه. يجب أن نركز على تطوير الفقيه وتأهيله ليكون قادراً على مواجهة التحديات المعاصرة. هذا لا يعني التقليل من أهمية تجديد العلم نفسه، بل يعني أن كلا الجانبين مترابطان ومتكاملان.
في الختام، التجديد في الشريعة الإسلامية هو عملية مستمرة تتطلب منا أن ننظر إلى المفاهيم الفقهية من منظور جديد، مع الحفاظ على أصول الدين ومبادئه. إن تجديد الفقيه هو جانب أساسي من هذه العملية، حيث يجب أن نركز على تطوير الفقيه وتأهيله ليكون قادراً على مواجهة التحديات المعاصرة. بهذه الطريقة، يمكننا أن نحقق التوازن بين الحفاظ على أصول الدين ومواكبة التطورات المعاصرة.