الحمد لله، أول من بنى المسجد الحرام هو إبراهيم عليه السلام، كما ورد في الحديث النبوي الشريف. روى البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة."

ويؤكد هذا الحديث ما جاء في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: "وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود" (سورة الحج، الآية 26). يشير هذا إلى أن الله تعالى قد قدر مكان البيت الحرام قبل أن يبنيه إبراهيم عليه السلام.

وقد ذكر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" أن هذا الحديث يشير إلى أن المسجد الأقصى من بناء إبراهيم عليه السلام، حيث حدد بمدة هي من مدة حياة إبراهيم عليه السلام. كما يشير إلى أن التوراة تشهد لهذا في سفر التكوين.

وبالنسبة لبناء المسجد الحرام نفسه، فقد قيل إن آدم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس. ولكن بناء إبراهيم عليه السلام هو الأكثر شهرة وتأكيدًا في النصوص الدينية.

والله أعلم.