إمارة المؤمنين هي مفهوم أساسي في النظام السياسي الإسلامي، والذي يعكس دور القائد الروحي والقانوني للمجتمع المسلم. تعني "أمير المؤمنين" حرفيًا "قائد المؤمنين"، وهي تسمية تُستخدم للإشارة إلى زعيم الدولة الإسلامية. هذا المصطلح تاريخيًا مرتبط بشكل خاص بالخلفاء الراشدين الذين خلفوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد رحيله مباشرةً.
في القرآن الكريم والسنة النبوية، هناك العديد من الآيات والأحاديث التي تشير إلى أهمية وجود قائد صالح ودولة قانونية تحترم الحقوق وتحافظ عليها. مثلاً، يقول الله عز وجل في سورة آل عمران: "وأمرهم شورى بينهم" (آية 159)، مما يشير إلى ضرورة مشاركة الرأي العام والتوافق في القرارات الهامة.
بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بدأ ظهور مفهوم إمارة المؤمنين عندما اجتمع الصحابة لتحديد كيفية استمرار حكم المجتمع الإسلامي. اختاروا أولاً أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه ليصبح أول خليفة للمسلمين، ولكن حتى وفاته، لم يتم استخدام لقب "أمير المؤمنين". فقط بعد اختيار عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصبح أول من حمل هذا اللقب رسمياً، وذلك بناء على اقتراح عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه. منذ ذلك الوقت، أصبح اللقب التقليدي للأئمة الذين تولوا السلطة التنفيذية للدولة الإسلامية.
دور أمير المؤمنين ليس مجرد سلطة سياسية وإنما أيضاً مهمة روحية وعقدية تتضمن توجيه الشعب نحو الطريق المستقيم حسب الشريعة الإسلامية. فهو مسؤول عن تطبيق الأحكام الشرعية، حماية حقوق جميع أفراد الدولة، وإدارة شؤون البلاد بحكمة وصلاح. بالإضافة لذلك، فإن دوره حيوي أيضاً لإعادة التأكيد على الوحدة الوطنية وتعزيز العدالة الاجتماعية داخل المجتمع الإسلامي الواسع آنذاك.
بالنظر للشروط اللازمة لرجلstate أنه ينبغي أن يكون ذكراً حرّاً بالغاً عقله رشيدة ومعرفهواسعة بما يكفي لتحقيق هذه المسؤولية الثقيلة. فالجهل قد يؤدي إلى سوء إدارة لشؤون الناس ومصالحة، بينما العقلاء يمكن لهم التمييزبين الحق والخاطئة واتخاذ قرارات مدروسة. وبالتالي، تمثل الإمارة نظاماً ثنائياً دينياً سياسياً يعمل كمصدر للقوة الأخلاقيةوالشرعية لحكومة عالمية قائمة علي أساس الشريعة الاسلاميه .