في الإسلام، يعتبر الزواج جسراً للتواصل والتكامل بين طرفي العلاقة - الرجل والمرأة. هذه الرابطة المقدسة ليست فقط وثيقة اجتماعية وشرعية، ولكنها أيضاً أساس لبناء أسرة مستقرة ومستدامة. تتشكل حقوق وواجبات كل منهما وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي لتوفير بيئة صحية ومتناغمة للأزواج والأطفال. إن فهم هذين الجانبين مهم ليس فقط للحفاظ على الوحدة الأسرية بل وللتقريب نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والإنسانية.
أولاً، حق الزوج على زوجته هو حق الوفاء والعشرة الحسنة. كما جاء في القرآن الكريم "وعاشروهن بالمعروف" [النساء:19]. هذا يعني أن الزوج مطالب بإظهار الاحترام والمودة تجاه شريكة حياته. بالإضافة إلى ذلك، عليه تأمين احتياجاتها المعيشية بما يشمل الغذاء والسكن والدواء وغيرها حسب القدرة والاستطاعة.
بالعكس تماماً، فإن واجب الزوجة تجاه زوجها يعود أيضاً للقرآن الكريم حيث يقول الله سبحانه وتعالى "وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". [البقرة :228] . هنا يتم التأكيدعلى دور المرأة كمساندة وداعمة لرجلها وكذلك المحافظة على حرمتها وعفتها وحفظ مال البيت تحت نظر وإشراف زوجها بشكل عام.
ومن أهم حقوق المرأة التي حددها الإسلام هي حق الرعاية الصحية والنفسية والجسدية. فالإسلام يؤكد أن الصحة الجيدة للمرأة تساهم بصورة كبيرة في سلامة وصحة الأسرة ككل. علاوة على ذلك، له الحق بالحصول على التعليم المناسب والإمكانيات لتحقيق طموحاتها خارج نطاق المنزل إذا كانت هناك ظروف تسمح بذلك وتوافق عليها العائلة دون المساس بحرمات البيوت واستقرار النظام الأسري برمته.
وبالتالي، عند النظر لهذه الحقوق المشتركة بين الطرفين، يمكن اعتبارها جزء أصيل من الشريعة الإسلامية والتي هدف منها ترسيخ قواعد العلاقات الإنسانية المبنية على التفاهم والتوازن والتراحم المتبادل. بالتالي، ينبع ثراء الحياة الزوجية والأسرة السعيدة غالباً من احترام واحتوائها لكل تلك الاعتبارات الشرعية والقانونية المعمول بها حالياً.