التوجه إلى الخالق مبدأ أساسي في حياة المؤمن, وهو أساس كل أعمالنا وسلوكياتنا. إن فهم طبيعة وجودنا والحياة نفسها يحتم علينا البحث عن المعنى الأعمق لعلاقاتنا الروحية. وليس هناك طريقة أدق ولا أصدق للوصول إلى هذا التفاهم سوى عبر طريقين رئيسيين:

1. التقرب من كتاب الله:

استحضار كلام رب العالمين باستمرار يعد مفتاحًا لفهم عميق ودقيق لطبيعة العلاقات الإنسانية مع الذات والخالق والمحيط الطبيعي. تقرأ وتدرس القرآن الكريم باعتباره مصدر إلهام روحي وعقلاني لكل مسلم. تأمل آياته يفتح أبوابًا جديدة للفهم والإدراك العقلي والعاطفي لأبعاد إيمانك وحبك لله.

2. التأمل في خلق الله:

العالم الطبيعي مليء بالأدلة على عظمة القدرة الخالقة. ينصح الإسلام المسلمين بإلقاء نظرة تفكرية على الأرض والسماء والجبال وغيرها لتستشعر مقدار قوة ووحدانية الرب الواحد الأحد. كما تشجع الآيات التالية من سورة الغاشية على القيام بهذا التامل:" أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت". إنها دعوة للاستناد إلى التجربة الشخصية للتأكيد على فهم عقيدة الوحدانية.

3. المحافظة على الفرائض والنوافل:

الأعمال الجسدية مثل الصلاة والصيام تعطيك الفرصة ليس فقط للحفاظ على ارتباط شخصي فعلي بالله ولكن أيضا لمراقبة رفاهيتك الداخلية أثناء العملية. عندما تؤدي واجباتك الدينية بمستوى عالٍ من التركيز والإلتزام فإن قلبك سيكون أقرب لحالة الطاعة والتقوى المتوازنة. وهذا بدوره يؤثر ايجابيًا علي مدى إدراكك لنفحات الرحمة والنعم الربانية إلي حياتك اليوميه.

4. بحث العلم والمعرفة الدينية :

المشاركة المنتظمة في محاضرات وشروحات الدين تساعد كثيرا في ترسيخ ثقافتك الروحية وزياده خبرتك الدينية بما فيها شرح الاحكام والفرائض والسنن وغيرها الكثير مما يساعد ايضا في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي لديك تجاه المجتمع المحيط بك .

5. اختيار الصحبة الصالحة:

الصاحب صديق لذا اختر دائرتك الاجتماعية بحكمة ؛ فالاخيار هم مرآة للعطف والبصيرة والدليل العملي للسلوك الاخلاقي النبيل ، وبالتالي ستنمو لديهم روح الانسانية داخل نفسك وستزداد تقدير احترام واحترام الآخرين لك نتيجة لذلك . بالإضافة لذلك ستكون ممن تم تسجيل حب ورضا الرب لهم حسب وعده فيما جاءت به احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

6. محاسبة النفس وإصلاح الخطأ:

تنمية حس المسؤولية الذاتية مهم جدا للتواصل الداخلي بين المرء ونفسه؛ تدفعك لاستشعار ثقل خطاياك أمام عينيك فتذكرك بالحاجة الملحة للتوبة والاستغفار قبل ان يغلق باب الرجوع الي الطريق المستقيم ويصبح الوصول إليه أصعب فأصعب يوم بعد يوم حتى الزوال!

الثمار الناجمة عن تنفيذ طرق توصيل ذاتك درب الشريعة

معرفتك للأصول الاساسية للاسلام وثوابتها سيجعلك تسمو فوق مستوى الأفكار الجاهلية وضلالاتها غير المنطقية والتي غالبًا ما تضلل المشوهين بالعالم وخرافاته السلبية .كما يحق لجميع الأنبياء عليهم السلام ان يقولوها " لو علم الناس ما أنا فيه لمنيتهم بالسيف" -أي كم يعانيه هؤلاء الأنبياء خلال تقديم رسائل التوجيه الروحي المقدسة مقابل جهل العامة لها وصدهم عنها-.