حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، الصحابي الجليل الذي اشتهر بلقب "غسيل الملائكة"، هو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الإسلام. كان حنظلة من كبار سادة المسلمين وفضلائهم، وقد أسلم مع قومه من الأنصار عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. رغم معاناته من العذاب بسبب عداء والده لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن ذلك زاد من إيمانه وخشيته لله.
في غزوة أُحد، تلبية لنداء الجهاد، خرج حنظلة من فراشه بعد زفافه مباشرة دون أن يغتسل. شارك في القتال بشجاعة حتى استشهد على يد أبي سفيان بن حرب بمساعدة الأسود بن شعوب. عندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم باستشهاده، سمّاه "غسيل الملائكة" لأن الملائكة قامت بتغسيله لعدم اغتساله قبل الدخول إلى ساحة المعركة. هذا التكريم جاء من الله عز وجل، حيث إن ماء المزن، وهو ماء نقي يمنحه الله للأشخاص الذين يريد تكريمهم، كان يتساقط من جثمان حنظلة.
هذه القصة تبرز مكانة حنظلة بين الصحابة وتكريم الله له، حيث غسله الملائكة تقديراً لشجاعته وإيمانه.