- صاحب المنشور: زيدون بن يعيش
ملخص النقاش:مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الصناعي وتوسيع نطاق استخدامها عبر مختلف القطاعات، تعد الرعاية الصحية واحدة من أكثر المجالات تأثراً. تقدم هذه التقنيات حلولاً مبتكرة لزيادة الكفاءة, تحسين التشخيص, وتطوير علاجات مستهدفة ومتخصصة للمرضى. إلا أنه مع هذا التحول الكبير يأتي مجموعة من التحديات القانونية والأخلاقية التي تحتاج إلى معالجة دقيقة لتحقيق نظام رعاية صحية آمن ومستدام.
**التحديات القانونية المرتبطة بالذكاء الصناعي في الرعاية الصحية:**
- خصوصية البيانات: تشكل البيانات الطبية معلومات حساسة للغاية تتطلب حماية عالية. يعد جمع بيانات المرضى وعمليات الاستدلال عليها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مصدر قلق كبير فيما يتعلق بحماية الخصوصية. هناك حاجة ملحة لإطار قانوني واضح ينظم كيفية التعامل مع هذه المعلومات الحساسة ويضمن الامتثال للقوانين المحلية والدولية المتعلقة بممارسات خصوصية البيانات.
- مسؤولية الخطأ الطبي: عندما تصبح الخوارزميات جزءًا أساسياً من عملية اتخاذ القرار السريري, فإن السؤال الرئيسي هو: من يحمل المسؤولية عند حدوث خطأ؟ هل هي الشركة المصنعة للبرمجيات أم الطبيب الذي يستخدم النظام أو حتى النظام نفسه ككيان "عقلاني"؟ هذه مسألة معقدة وغير مضبوطة جيدا حاليا حيث تعالج معظم الأنظمة القضائية مسؤولية الأخطاء بطرق تعتمد على البشر وليس الآلات.
- توفر العلاجات المستندة الى الذكاء الاصطناعي: قد يؤدي اعتماد بعض المؤسسات للتقنيات الجديدة قبل غيرها إلى خلق فجوات كبيرة في الوصول للعلاج بين المجتمعات المختلفة بناءً على موارد الخدمات الصحية لديهم وقدرتهم على تحمل تكلفة مثل تلك الحلول العلمية الحديثة مما يقوض المساواة والعدالة الاجتماعية.
- المنافسة والصفقات التجارية: يمكن لشركات التكنولوجيا العملاقة أن تفوق الآخرين بعروض متقدمة للأجهزة والبرامج لكن ذلك يثير مخاوف بشأن قدرتها المحتملة على فرض شروط تسويقية غير عادلة أثناء عقد اتفاقيات الشراء وتملك حقوق ملكيتها الفكرية وبالتالي التأثير السلبي على منافسيهم الأصغر حجماً داخل السوق العالمي الطب الحيوي الواسع الآن.
**التحديات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الصناعي في الرعاية الصحية:**
- القضايا الأخلاقية للحتم الجيني والاستهداف الدوائي الدقيق: يتمثل أحد الأمثلة المثيرة للاهتمام حول تحديات أخلاقيات الذكاء الإصطناعي في مجال علم الوراثة السريري والتوجه نحو التركيز القصوى لحاجة العلاج الدقيقة لمجموعة ضيقة جدًا من الأفراد الذين يشتركون فيه عوامل جينية خاصة ولكن ربما تكون نتائج اختبار تلك العلاقات بين العوامل موضع جدل كبير لدى العديد ممن يعملون بالميدان ذاته مما يعكس ضرورة وجود مراعاة دقيقة لكل حالات عدم اليقين والإلتباس الأكاديمي والعلمي لهذا النوع الجديد من المعرفة الطبية الخاصة بهذه المنطقة الحديثة نسبيًا منذ عدة عقود فقط ومازالت تحت البحث المكثف لفهم آثارها طويلة المدى وأبعاد تأثيرها العام والإمكانات الغنية لكشفه المزيد خلال السنوات المقبلة المقبلّة والتي ستجعل منه محوراً رئيسياً ضمن تطورات مجريات الثورة المعرفية الضخمة لنصف القرن الحالي والذي يبدو بالفعل وكأنّه نهاية لعصر جديد تماما لدخول حقبات جديدة بجدارة تستحق كل تقدّم نهضة للإنسانية واستصلاح العالم عبر تبني مقاربة هندسة الحياة ذات النهوج الرياضية واسعة الاستعمال اليوم وغدا بإذن الله تعالى لحفظ سلامتك وصحة جميع أفراد مجتمعات الإنسانية الثقافية العالمية بلا استثناء إن شاء الله عز وجل سبحانه وتعالى!