تصبح صلاة الجمعة غير واجبة ومتراجعة إلى صلاوة الظهر السرية في حالتين أساسيتين وفقاً للشريعة الإسلامية والفقه المقارن:
الأولى، عندما يصادف يوم الجمعه يوم عرفة. يرى الجمهور من علماء الدين الإسلامي أن أداء صلاة الجمعة في هذا اليوم ينتهي بإرجاعها إلى كونها صلاة ظهراً فقط وبدلاً من صلاتها بشكل جهره، تُؤدى بسرية. ويعزز هذا المبنى حديث جابر بن عبد الله الذي يشهد بأن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عند الوصول إلى وادي منى في عام حجة الوداع، خطب للأمة ثم قام لأداء صلوات الظهروالعصر كأنها ساعات نهار عادية وليست باعتبارها صلاة جمعة تقليدية تحتوي على خطبتين في الجهر.
الثانية، أثناء حالة السفر. لم يكن هناك ثبت صحيح يدل على قضية ادائء صلاة الجمعة خلال الرحلة حسب الشريعة الإسلامية والمذاهب الفقهية الأربع. هذا المنظور مستمد أيضاً من الحديث نفسه المتعلق برحل السيد النبوي وأحوال حجته. تشير عدة تفاصيل ضمن الحديث إلى الاختلاف بين طبيعة وجوه الصلاة وصفتها النوعية لصلاة الجمعة مقابل صلاة الظهرفي هذه الحالة الخاصة.
على الرغم من عدم فرضيتها رسمياً أثناء هذين الوقتين، إلا أن أهمية صلاة الجمعة كمضرورة ثابتة تبقى راسخة بتأكيد القرآن والسنة والإجماع العام لدى الفقهاء المسلمين. تأتي الأدلة الدامغة حول فضيلة وعظمة يوم الجمعة بما فيها ذكر الله وخلق آدم ودخول الأرض المقدسة والخروج منها وغيرها الكثير مما جعله يوماً ذا رتب عالية وكرامة خاصة لدى المؤمنين. يعكس تاريخ هذا اليوم مكانة فريدة تحتفل بها الأمة الإسلامية كل أسبوع كعيد شخصي لها وللحصول على البركات الروحية والمعنويات المرتبطة بهذا اليوم المبارك.
