بدأ تاريخ البشرية منذ ملايين السنين خلال فترة تعرف باسم "العصر الباليوليثي"، والذي يُطلق عليه شعبياً اسم "عصر الحجري القديم". هذا المصطلح يعود إلى ستينات القرن التاسع عشر عندما بدأ الأثريون بإعادة النظر في الأدوات التي وجدوها ضمن الطبقات الأرضية القديمة.
يمكن تقسيم العصر الباليوليثي إلى مرحلتين أساسيتين بناءً على نوع الأدوات الجيرية المستخدمة آنذاك: الحجر القديم السفلي والعلوي. يمتد كل منهما لفترات زمنية طويلة جداً. يشمل الحجر القديم السفلي معظم الفترات التي سبقت الستين ألف سنة الأخيرة، بينما بدأ الحجر القديم العلوي حوالي الـ50,000 عام مضت واستمر حتى اختفاء الإنسان البدائي قبل نحو عشرة آلاف سنة.
في هذه الفترة المبكرة للغاية، كان الإنسان ينظم حياته حول مجموعات صغيرة تتجول بحثاً عن الطعام والموارد الأخرى الضرورية لبقائه. تعتمد ثقافة ذلك الوقت بشكل كبير على رعاية النار وإنتاج أدوات بسيطة مصنوعة غالباً من مواد طبيعية مثل الخشب والحجر والمعادن غير المعدنية.
وتعد النقوش الصخرية واحدة من أهم الاكتشافات التي تشهد على الحياة والثقافة لهذا العصر المبكر للإنسان. تُظهر صور الحيوانات والخرائط وغيرها التفاصيل الدقيقة لحياة أولئك الذين عاشوا هنا قبل قرون عديدة من اكتشاف الزراعة والتواصل المدني الأكثر تنظيمًا. إنها شهادة حية على روح الاستكشاف والإبداع لدى أسلافنا وقد ساعدتنا فهم كيف تغير العالم وكيف تطورت المجتمعات مع مرور الوقت.
إن دراسة أقدم العصور الإنسانية ليست فقط مهمة لفهم الماضي؛ بل أيضا لتقدير مدى تقدم مجتمعاتنا المعاصرة وتاريخ البشرية ككل.