أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، المعروف أيضًا باسم "أبو الجراحة الحديثة"، هو أحد أبرز الأطباء والجراحين العرب الذين برزوا في الأندلس خلال القرن الخامس الهجري. ولد الزهراوي في مدينة الزهراء، ودرس الطب والجراحة في قرطبة، حيث اشتهر بابتكاراته وإنجازاته الطبية التي أثرت بشكل كبير في تطور العلوم الطبية.
كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف"، الذي يضم ثلاثين مجلداً، يعدّ من أهم أعمال الزهراوي. هذا الكتاب الموسوعي يعتبر مرجعاً أساسياً في الطب، حيث يغطي مجموعة واسعة من المواضيع الطبية، بما في ذلك الجراحة، الأمراض، والعلاجات. بعض اختراعات الزهراوي لا تزال مستخدمة حتى اليوم، مما يدل على مدى تأثيره الدائم على الطب الحديث.
من بين إنجازات الزهراوي البارزة:
- ابتكار أدوات جراحية: اخترع العديد من الأدوات الجراحية المتخصصة، مثل تلك المستخدمة في علاج الأذن والحلق.
- وصف الحمل المنتبذ: شرح الحمل خارج الرحم (الحمل المنتبذ) في عام 963 م.
- أنابيب البذل: كان أول عالم يصف الأنواع المختلفة لأنابيب البذل.
- علاج الثؤلول: ابتكر طريقة لعلاج الثؤلول باستخدام أنبوب حديدي ومادة كاوية.
- إيقاف النزيف: توصّل إلى طريقة ناجحة لإيقاف النزيف عن طريق ربط الشرايين الكبيرة، وهو أول من قام بهذه العملية.
- الحقن والفحص الفموي: وصف الحقنة العادية، والحقنة الشرجية، والملاعق الخاصة لخفض اللسان، وفحص الفم، ومقصلة اللوزتين.
- عملية القسطرة: ابتكر عملية القسطرة ووصف الأدوات الخاصة بها، وأجرى العديد من العمليات الصعبة في مجال شق القصبة الهوائية.
- علاج انسداد فتحة البول: اخترع آلة دقيقة لعلاج انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة.
- جراحة الأمعاء: صنع الخيطان الخاصة بعملية الجراحة واستخدمها في إجراء جراحة الأمعاء، حيث صنعها من أمعاء القطط.
- صناعة الأقراص الدوائية: استعمل قوالب خاصة لصناعة الأقراص الدوائية، وهو أول طبيب يقوم بذلك.
بالإضافة إلى ذلك، شرح الزهراوي كيفية قلع الأسنان بلطف وأسباب كسور الفك خلال عملية القلع، كما اخترع آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت واستخدم آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم.
بفضل إنجازاته العديدة، يعتبر أبو القاسم الزهراوي أحد أعظم الجراحين والأطباء العرب الذين ساهموا بشكل كبير في تقدم الطب والعلوم الطبية في الأندلس والعالم الإسلامي.