الغزوة في اللغة تعود جذورها إلى الفعل "غزا"، والذي يعني القصد والطلب بشكل قوي، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمهاجمة الأعداء في ديارهم. أما اصطلاحياً، فإن مصطلح "الغزوة" يشير إلى كل حالة قأم خلالها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنفسه مواجهة العدو مباشرة، بغض النظر عما إذا كان هناك قتال أم لا. هذا التعريف يستبعد السرايا، والتي تشير إلى العمليات العسكرية التي أمر بها النبي ولكن لم يكن حاضراً شخصيًا فيها.
خلال حياته النبوية الشريفة، شارك رسول الإسلام في سبعة وعشرين أو تسعة وعشرين غزوة حسب بعض الروايات التاريخية. وكانت أشهر هذه المعارك هي بدر وأحد وخندق وغيرها الكثير. استمر الزمن الذي شهدته خلال السنوات الثمانية الأخيرة من الهجرة، بدءاً من السنة الثانية وحتى التاسعة. ومن الجدير بالذكر أنه رغم مشاركاته المتعددة، إلا أن النبي الكريم لم يسقط غير شهيد واحد - أبو بكر - في غزوة أحد تحديداً.
كانت أولى الغزوات معروفة بغزوة ودان، والتي انطلقت في شهر صفر من العام الثاني لهجرة النبي، تضمنت مجموعة صغيرة تتألف من سبعين مسلماً الذين قاموا باعتراض طريق إحدى الرحلات التجارية للقريش لكن دون اشتباك فعلي بالأسلحة. وفي الجهة الأخرى، جاء آخر هذه الحملات برداعمة كبيرة تسمى "غزوة تبوك". هنا انطلق الجيش بتشكيله الأكثر كثافة يصل تعداده لأكثر من ثلاثين ألف مقاتل باتجاه ملك الدولة البيزنطية آنذاك هرقل بحثاً عنه ولكنه لم يقابل مقاومة ملحوظة أيضًا.
وبينما تنصب تركيزنا نحو التفريق الدقيق بين مفهوم "الغزوة" ونظيرتها المعروفة باسم "السرية"، يمكننا التأكد بأن الأخير يحكم على الظهور الرسمي للنبي نفسه أثناء الحدث العنفي بينما يتم شرح الأول بأنه مهمة قادها قائد مختار بناءً على أوامر مباشرة منه بدون حضور مباشر من الرئيس الأعلى للعمليات تلك اليوم. اتسم تاريخ هذه الإرساليات الجانبية بازدهار كبير فقد تم تسجيل حوالي ستين عملية سيرية مختلفة تمت إدارتها تحت إشراف خليفته المنتظر للإمام الأمحمد الهاشمي(ص). وتمثل بداية هذه القطاعات المهمة بواسطة نشاط خاص للأستاذ المحترم حمزة بن عبد الملك الطويل والذي أقيمت برنامجه المؤسسي داخل نطاق السياحة الثقافية الواسع لساحل بحر العرب الموافق بتاريخ أبريل سنة اثنتين هجريتين ومازال ذكرى انتصار الفريق الأخير مستمرة عبر نفس الطريق السابق ذكره منذ الخامس والعشرون يناير عام ١١٤٣ ميلادي .
هذه الفصول المرتبة تدفع بنا لاستنتاج فهم أكثر شمولية حول طبيعة الحملات المختلفة التي طبعت مرحلة انتقال الأمة الإسلامية المبكرة بالإضافة لتقديم نظرتنا الشخصية المؤصلة لفروقات العملية الرئيسية للحرب والتكتيك الفرعي لها كذلك ضمن شروط محيط المجتمع القديم بحسب منظور ثقافي متكامل لحركة النصرانية الحديثة وفق تصورات روحية عميقة بتاريخ البشر كاملا!