ولد إبراهيم -عليه السلام- عام ١٩٠٠ قبل الميلاد في مدينة أور بالعراق، والذي لقب بفخر "خليل الرحمن". رغم خلفية مجتمعه المتدين للأصنام، إلا أنه الاختيار الفريد لله سبحانه وتعالى. وتميز بإيمان راسخ وعقل منطقي حاد.
لم تثنيه تربّيته ضمن بيئة تعبد الأصنام عن اعتناق طريق الحق والإيمان الواضح بدين واحد خالق كل الأشياء؛ حيث برز موقف جريء برفض عبادة هذه الأصنام وبالتالي تحطيمه لها مما أدى لإتهامه والشروع بحرقٍ رهيب بالنار ولكن قدرة رب العالمين كانت لحماية رسوله العزيز لينجو سالماً سالماً مجدداً أمام الجميع قوة الإيمان وحكمة الربوبية.
بالإضافة للإخلاص الديني الكبير فقد اشتهر بممارسة حرفتين أساسيتين خلال حياته العملية. الأولى تتعلق ببناء الكعبة المشرفة وفق التعليمات الربانية كما وردت الروايات التاريخية والدينية المختلفة بما فيها القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة والتي ترجع بنا لتاريخ الإسلام الجميل وتراثه الغني بالإرشادات والمعاني النبيلة والعظيمة. بينما الثانية تشير للتجارب المكتسبة عبر مساهماته المؤثرة بسوق التجارة خاصة فيما يتعلق بتداول ونشر الملابس والمواد الأخرى ذات الصلة بهذا القطاع الحيوي آنذاك.
وبذلك نجتمع حول شخصيته الزاخرة بالأحداث المثيرة والإنجازات اللافتة سواء تلك المرتبطة بشخصيته الذاتية الثابتة تحت ضغط الظروف القاسية وظروف المجتمع القديم والتحديات اليومية الصعبة بالإضافة لما تركه من آثار واضحة ومعبرة داخل الدين الإسلامي بشكل خاص والحياة الإنسانية عامة مستمرة حتى يومنا الحالي وما سيأتي لاحقا من أيام آمال بصلاح البشر واستقامتهم واتباع نهجه القويم نحو الخير والفلاح الأخروي والدنيوي كذلك.