محبة الله عز وجل هي أعلى مراتب السعادة التي يمكن للإنسان بلوغها في حياته الدنيا، وهي أيضًا الدرع الواقي ضد مصائب الدنيا وسخط الرب. إن معرفة الأسباب المؤدية إلى هذه المحبة العظيمة هي مفتاح لتحقيق التقوى والسلوك الصحيح بين يدي الخالق القدير. وفيما يأتي بعض الأمور التي قد تجلب لنا محبة رب العالمين:
- التوبة الصادقة: يقول الله تعالى في القرآن الكريم "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا". التوبة الصادقة تعبر عن صدق التوحيد والإخلاص لله سبحانه وتعالى، مما يؤدي غالبًا إلى زيادة حبه لعبده المتابِر.
- الدعوة إلى الخير: الدعوة للحق والموعظة الحسنة هما إحدى الطرق الفعلية لنيل رضا الرب ومحبته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً."
- الصلاة والنوافل: كثرة السنن الرواتب والصلاة النوافل تدل على رغبتك الشديدة في التواصل مع خالقك، وهو ما يعزز حب الله لك كما ورد في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ".
- العمل الصالح المستمر: العمل المستمر بالخير والدعوة إليه ليس فقط خلال مواسم العبادات كشهر رمضان مثلاً، ولكن طوال السنة كلها يُظهر مدى اعتقادك وإيمانك بقدرة الله وعظمته. وهذا بالتأكيد سيجعل قلبك أقرب لقلبه ولذلك يحبك أكثر بحسب قوله جل ثناؤه "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا".
- الإخلاص والتَّوَكُّل: عندما تعمل أعمالك بإخلاص خالص لله بدونه شريك، فإن هذا الإخلاص يعد سبب آخر لحصولك على رضاه وحبه الكبير لك. بالإضافة لذلك، توكلك على الله واطمئنانك بأن رزقه وكرمه دائماً متجددان مهما كانت الظروف، يدفعكه للتعبير عنه بمزيد من البركة والحماية لك في الحياة وبعد الموت.
- تحمل المشاق وتقديم الحقوق: تحمل المصاعب لأجل نشر الدين الإسلامي واستقامة النفس والعائلة والأصدقاء وغيرهم من الناس، سيجعلها طريقاً سهلة أمام صاحبها للنيل من قربٍ إلهي عظيم يغمره بالسعادة الدنيوية والأخروية على حد سواء حسب قوله عز وجل: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث يحتسب".
- الصدق والأمانة: الصدق أساس الثبات والاستقرار البشري فيما بين أفراد المجتمع وكذلك أمام الخالق نفسه. فهو دليل قوة إيمانية قوية تشهد بصحة عقائد الشخص وثوابتها التي ستنعكس بلا شك بتجليات مشعة في شخصية مؤمنة صادقة تحظى برضا وتقدير الجميع بما فيه الحي القيوم.
- احترام خلق الله: حسن التعامل مع البشر دفعة واحدة عامل مهم جداً لجذب الحب الإلهي نظرا لأن الإنسان صنعه الله وأعطاه مكانة سامية فوق سائر مخلوقات الأرض. لذا فإن احترام الآخرين وعدم ظلمهم أمر مستحب شرعا لأنه انعكاس لإشادة الأخلاق الإسلامية واحترام حقوق الغير عموما والتي تعد أحد الأعمدة الرئيسية لدخول الجنات ووعد بها الرسول الكريم يوم القيامة أثناء خطبة الجمعة الشهيرة حين قال : «إنما الأعمال بالنيات» فكل عمل يقوم به المرء بشرط أن يتم بنية صافية وخالية تماما من الرياء هدفها الوحيد هو وجه رب العالمين سوف يشهد بوفرة واسعة لمحبته وطيب عفوه ونعمه جبّارة تغمر المؤمن مؤثِّره بذلك بحالة روحانية متفردة مليئة بالأمان النفسي وصفاء الضمير المطمئنين اللذين يقودان حتما لمنوال الطريق الأقصر لقضاء حاجاته وهناك الكثير والكثير ممن يستطيعون تحقيق تلك الحالة الرائعة بامكانات كبيرة نعمة وجوده قدر كبير نسبياً مقارنة بالأوضاع المعيشية الأخرى لكن لسوء الحظ هناك العديد غير قادرين عليها لفقد منابع الرزق ولم يخلق الاختلاف كذلك كي نحزن بل حتى نهتم به كثيرا فالجميع تحت راية الرحيم الرحيم وكل نفس لها ما اكتسبت وستجزى بكل عمل تقوم به خيره وشره فقد ورد ذكر ذالك ضمن عدة سور قرانية وأحاديث نبينا المجتبى وقد جاء على لسانه أيضا قوله :"يعجب ربكم من رجلين: رجل أتاه الله مالا وجسمه فقال: أنا غني كريم وابن السبيل فقَدْروا القدر ثم جمعوا المال ثم تصدقوا منه.. ورجل أتاه الله أجساما فأصلح ما بينه وبين ربه وقال: أنا محتاج فقير". فهذا مثال واضح لما تحدثنا حول ضرورة أخذك بأسباب التقوى ومحاولة فعل المزيد للاستمتاع بالحياة الآخرة والفردوس الأعلى منها إذ أنه اصطفاء خاص حققت به تلك المسلمة المباركة مقام مرتقى وسط صفوف أولئك المقربيين المقربيين وهم أهل الفضل والمعارف الخاصة بالمطلق القدوس الذي وضع لكل امرئ نصابه وقد جهز دلائل واضحة شاخصة للحفاظ عليهم وعلى ممتلكاتهم ومعرفة كيفية الوصول إليها عبر التصديق بكافة الشروط اللازمة وتطبيق علوم الحديث الشريف والسنة المطهرة والقواعد الدينية المتضمنة لتوجيه حياة المسلمين بشكل عام وذلك لأن اتباع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شرط أصيل لصلاح الأفراد والجماعات ومن ثم مجتمعات كاملة مما يساهم بطبيعية الأمر بتكوين رؤية مختلفة لواقع حال الناحية الاجتماعية والثقافية لديكم وهو عبارة عن جزء بسيط للغاية لمساعدة البعض ولكشف السر الأكبر الذي يتمثل باستحضار نور الوحي العزيز داخل نفوس العقلاء المهتمين باستخدام مفاهيمه وآلياته المدروسة جيدا كفعل صالح يفيد باكتساب فضائل مضموناته الجميلة المنتشرة فعلا داخل جنبات البيوت المقدسة للمسلمين كافة .