عدد السور المكية في القرآن الكريم

يتمتع القرآن الكريم بميزة فريدة تتمثل في تقسيم سوره إلى قسمين رئيسيين بناءً على مكان النزول: السور المكية والسور المدنية. وقد خصص العلماء اهتماما خاصا

يتمتع القرآن الكريم بميزة فريدة تتمثل في تقسيم سوره إلى قسمين رئيسيين بناءً على مكان النزول: السور المكية والسور المدنية. وقد خصص العلماء اهتماما خاصا لدراسة السور المكية نظرا لأهميتها الكبيرة في ترسيخ العقيدة الإسلامية وتعزيز الأخلاق الحميدة. وفقًا للدراسات العلمية، بلغ عدد السور المكية ثمانية وعشرين سورة، مما يمثل حوالي نصف مجموع سور القرآن الكريم.

أهم السور المكية وخصائصها

تعددت الآراء حول تحديد السور التي تعتبر مكية النزول بدقة، لكن معظم المؤرخين والفقهاء اتفقوا على قائمة شاملة لثمانوع وأربعين سورة تتضمن العناصر التالية:

  1. الأنعام (6): إحدى أولى السور المكية نزولا، تسعى لإثبات وجود الخالق ودحض دعاوى المشركين.
  2. الأعراف (7): تشرح قصة موسى والخضر، وتذكر فضائل المؤمنين وبلاغات الكافرين.
  3. يونس (10): تكشف خطوات الدعوة للنبوة وتحذر من مغبة الضلال والكفر.
  4. هود (11): تؤكد وحدانية الرب وبعثة الرسل لحماية البشرية من ضلالات الشرك.
  5. يوسف (12): تقدم درسًا قيميًّا عميقًا عبر ذكر قصة النبي يوسف عليه السلام وحكمته مع إخوته وزوجته العزيزة.
  6. إبراهيم (14): تناجي ابن حرام أبيه بإبراز الحقيقة الدينية وتمسكه بها رغم حملات التشريد والملاحقات.
  7. الحجر (15): تُعرِّج على أحداث مهمة كحادث طوفان نوح -عليه السلام- وذكر تاريخ شعوب مضت وكيف ابتلعتها الأرض بسبب عصيانها.
  8. النحل (16): تأمر المسلمين بالتزام الاستقامة والاستعداد ليوم القيامة كما تحكي أخبار الأمم السابقة الذين غفلوا فأصابتهم عقوبات الله.
  9. الإسراء (17): تعرض رحلة المعراج الجسدي والنفساني للرسول صلى الله عليه وسلم وتؤكد قدرته المستقبلية على إعادة خلق الإنسان يوم الدينونة الأخيرة.
  10. ...وتستمر تلك الخصائص العامة وغير الخاصة لكل سورة مكة حتى الوصول لسورة الناس والتي تعد آخر سورة مكتوبة بشكل حرفي خالص بمكة.

مميزات أخرى مميزة للسور المكية

بالإضافة لما سبق ذكره فإن هناك سمات عامة مشتركة لهذه النوعية من القصائد تشمل:

* التركيز الكبير على الجزء التعبدي الديني بصفته أساسًا لبناء مجتمع قائم على التقوى والإيمان الراسخ بوحدانية الله عز وجل وخالقه جل شانه؛ لذلك يمكن اعتبار تسميه "سور تعليمية" أكثر تعبير عنها مقارنة بالسطور التعليمية الأخرى الموجودة داخل صفحات المصحف الشريف المصمم بطريقة منظمة ومعتمدة عالميًا منذ زمن طويل جدًا!

* استخدام التعابير المبكرة ذات الطابع التصويري الرائع للحصول علي تأثير نفسي مذهل لدى سامعه بالإضافة لاستخدام اللغة العربية بكل قوة بلاغتها وغوص العمق فيها للإشارة إلي اختلاف مراتب الأشياء الروحية والدنيوية أيضًا بنظرة فلسفية متعمقة منحطة جذورها لنظرية توما الأكويني الشهيرة بفلسفة الثلاثة أقسام للأرواح المكانية الزمنية غير الزمنة وما يعرف باسم مصطلحات الغرغريين القدامى بشأن ذلك الموضوع الأدبي الفكري الهائل التأثير بحيث يصل لقلب الناطق العربي مهما كان مستواه الثقافي العام مرتفع أم متوسط أو بسيط نوعًا ما فهو حتما سوف يشعر بتلك الطاقة المكتومة خلف تلك الصور البلاغية المقولة .


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات